الكاتب : عبدالرحمن منشي
ورد في الحديث الشريف من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه وقيل من تدخل فيما لا يعنيه سمع ما لا يرضيه، الفضول أو التطفل أو اللقافة سمها ما شئت، إذاً أقول في هذا المقال
يُقَاس رُقِيّ الإنسان بتقَلُّص مكانة الفضول لديه حول خصوصيّات الآخرين وتفاصيل حياتهم، سبحان الله تجده يحَشر نفسه فيما لا علاقة لهُ به من شُؤون غيره، فلا يصبّ اهتمامه على ما لا يعنيه، ولا يمّل بالقِيل والقال، وكثرة التطفُّل والسُؤال.
واللافت والعجيب في أمره أنه يوحي لك بأنه طيب القلب إلا أن الطيبة لا تجتمع مع سوء الظن،ويمثل نفسه بالأخلاق الفاضلة، غريب أنت يابشر فكيف يكون طيباً وهو يسيء إلى الآخرين بإقحام نفسه بقوة اللقافة في شؤونهم، وإذا كان الأدب يرتقي بالفكر والسلوك ويسمو به في آفاق الترفع عن هذه الممارسات الشاذة فإن الثقافة تضيف إلى العقل الاتزان، ولا عجب أن تجد نصيب هؤلاء من الأدب والثقافة ضئيلاً إن لم يكن معدوماً تحت الصفر في إعتقادي، يااخي إعلم جيداً بأن أسرار الناس ليست مجالاً للفرجة وتفتح أُذنيك لتشبع رغباتك والعياذ بالله.
ألآ تعلم بأن كل إنسان له خصوصية، ولا يرغب بأن يسمع أو يطلع أحد على أموره الخاصة، في حين أن هذا الملقوف الماكر يتصيد الفرصة لمعرفة أدق التفاصيل معززاً بحواسه النافذة ويرتاح قلبه، بسم الله ماهذه الآفة واللقافة، وأخيراً اقول الحل في تقديري لهذا المرض العضال يكمن في عدة أمور، أهمها وأبرزها الدين، فالمحافظة على الدين كفيلة بتهذيب الأخلاق، وصقل المدارك والاعتناء بها، متى ما تم العمل بتعاليمه إيماناً واعتقاداً، وتطبيقاً وتأسياً بسنّة سيد الخلق نبينا محمد عليه وعلى آله أفضل الصلاة والتسليم، القائل في الحديث: «المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده» فأنا أهمس في أُذن هذا الملقوف وتدخله في شؤون الآخرين.. إذا خانتك قيم المبادئ فحاول ألا تخونك قيم الرجولة.
وملخص مقالي وناصحاً: أعزائي المتطفلين آمل أن تختفون من مجتمعنا فلستُمْ مُخولين أو مُلزمين بالبحث في حياتنا أتوقع لكم والعلم عند الله مُستقبلاً مليء بالآثام بفراغكم الحياتي فأنتم فئةٌ غير مُرَحَّبٍ بها هدفها أن تسّعْد بنبش أسرار الغير إما لغيرةٍ حاقدة أو لحسدٍ قاتل في أنفسكم أو لتسلية يومكم بأمور لا تهمكم ولن تستفيدوا منها سوى تناقلها كأحداث مُهمة و زيادة ذنوبكم .واسأل الله لنا ولكم الهداية.
*همسة *
أبت اللقافة أن تفارق أهلها
وأبى اللقيف أن يكون حكيما
التعليقات 1
1 ping
ايمن احمد عطرجي
13/01/2023 في 11:33 م[3] رابط التعليق
رائع استاذ عبدالرحمن