الكاتب : عبدالرحمن منشي
صبراً يادنيا فأقولها لنفسي ولغيري أن نعي جيدًا أن هذه الحياة لن تخلو من المنتقدين ومسيئ الظن طالما نحن على قيد الحياة، ولأجل لاتتعب قلبك مع الأخرين دائمًا كن لطيفًا ولينًا، لا تُحاول أن تصنع من نفسك إنسانًا سيئًا لمجرد أن أحدهم أساء إليك بنقاش حاد، ولا تُقابل السيئة بالسيئة، وتذكر قوله تعالى: {وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ} نعم هُنا تظهر معدن النفوس الطيبة الذين ينتصرون إذا أساءة الناس إليهم،أقلها لا تجعل الحقد، وإساءة الظن تأخذ منك حيِّزًا كبيراً في نفسك وقلبك، دومًا نقي قلبك وروحك من الشوائب التي قد تلتصق بك في متاهة الطريق.بالخبرة الإجتماعية أتضح لي بأن التعامل مع أصناف الناس من الأمور التي تأخذ منك وقتًا وجهدًا عميقاً في التفكير، لذلك عليك أن تهدئ نفسك أن تكونَ واسع الصدر، والصبر على الأذى، وكظم الغيظ، والحلم والعفو عند المقدرة، فأنتَ تتعامل مع عقول مختلفة، وبيئات متنوعة، وآراء متعددة.
فالخلاصة لا تحاول أن تنتقم ممن أساء إليك، إياك ثم إياك أن تكون محضر شر وهدم، وقد كنت من قبل معروف بمحضر خير، فعليك أن تتعامل مع الناس كما يتعامل الطبيب مع المرضى، قد يكون المرض واحد، والعلاج مختلف، وهكذا الناس لكل واحد منهم علاجه. الناس تحتاج من يكون قريبًا من نفسياتهم المتعبة، يُداويها يخفف عنهم بشاعة هذا المرض العضال،وكم أعجبني
توضيح الحسن البصري بعبارته الحكيمة :"اِصْحَب الناس بأي خلق شئت يصحبوك". لا تُعامل الناس بما يعاملوك به، أنت شخص تحمل لنفسك من القيم والمبادئ ما يجعلك ألا تنحدر إلى السفح، دائمًا أصحاب القلوب الرحيمة أولئك الذين ينثرون الأخلاق بين الناس هم أصبر الناس على الأذى، وتحمل الإساءات؛ لأنهم الغرباء الذين يصلحون إذا فسد الناس. قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: "درجة الحِلم، والصبر على الأذى، والعفو عن الظلم؛ أفضل أخلاق أهل الدنيا والآخرة؛ يبلغ الرجل بها ما لا يبلُغه بالصيام والقيام" قال تعالي: (وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ).
إذا أخي الغالي لا تعش الحياة وكأن الدنيا فوق ظهرك،إرفق بحالك وإنتبه لنفسك ولا تحمّلها ما لا تُطيق، تعايش مع نفسك، ويومك، وفرحك، وحزنك، لكن إِيَّاكَ أن تغلط وترفع صوتك على الكبير والصغير وأن تحكم على الناس بأن أعمالهم الخيرية ماهي في مكانها، هل سألت نفسك بأن تحاورهم وتناقشهم وبأن تضع يدك مع الجماعة بدلاً من أن تحمق وتفقد صوابك، وأنت مشهود لك بالخير، وخوفي أن تكون أنت الخسران صحياً وجسدياً من شدة الغضب وكل القضية ماتستاهل هذا كله.
*همسة *
من الناس من تزرع فيه كماً هائلاً من
المبادئ والقيم والأخلاق ويأبى إلا أن يعمل على شاكلته
التعليقات 1
1 ping
عبدالمحسن العولقى
06/02/2023 في 1:18 ص[3] رابط التعليق
ارضاء الناس غايه لا تدرك
عيش حياتك كما تريد وخلى الناس تقول كل شى