الكاتب : عبدالرحمن منشي
بمناسبة الشهر الفضيل شهر الخير والبركة ومسارعة الأعمل الخيرية فيه، نعم والله ما أحوجنا وخاصة في هذا الشهر إلى التسابق على فعل الخيرات والازدياد منها، فميادين الأعمال الصالحة كثيرة، وسبل الخير متنوعة، والواحد منا يستطيع أن يعمل الكثير والكثير، ولكن ما ينقصنا هو التحرك والعمل والمبادرة إلى عمل هذه الصالحات.
أقول: إعلموا سارعوا إن الله عالم بجميع أعمالكم وأحوالكم لا تخفى عليه منكم خافية، ولا يغيب عنه من أموركم صغيرةً ولا كبيرة،قال تعالى:{ ولا تكونوا كالذين نسوا اللّه فأنساهم أنفسهم} أى لا تنسوا ذكر اللّه تعالى فينسيكم العمل لصالح أنفسكم، فإن الجزاء من جنس العمل، ولهذا قال سبحانه،إن اللّه تعالى أثنى على زكريا وأهل بيته فقال لهم: { إنهم كانوا يسارعون فى الخيرات ويدعوننا رغباً ورهباً وكانوا لنا خاشعين} ، لا خير فى قول لا يراد به وجه اللّه، ولا خير فى مال لا ينفق فى سبيل اللّه، ولا خير فيمن يغلب جهله حلمه، ولا خير فيمن يخاف فى اللّه لومة لائم) أخرجه الحافظ الطبرانى، إذاً كان محمدٌ صلى الله عليه وسلم أجوَدَ النَّاس، وكان أجوَدَ ما يكونُ في رمضان، والجُودُ ليس مقصُورًا على بَذل المال، بل جُودٌ في كل أعمالِ الخير والبِرِّ والطاعاتِ والقُرُبات، والخَيراتُ لا تُحصَرُ أنواعُها، ولا تُحدُّ أبوابُها؛ مِن صلواتٍ، وزكَواتٍ، وصدَقاتٍ، وصِيامٍ، وقراءةِ قُرآن، واعتِكافٍ، وتفقُّد ذَوِي الحاجاتِ والأرامِل والمساكِين وذوِي القُربَى ممَّن لا يسأَلُون النَّاسَ إلحافًا.
فيا إخواني جميعاً ولكل عزيز وغالي على قلبي أقولها وأنا محباً لكم ممكن أنا أو غيري قد لاندرك رمضان القادم، هل أدركنا أن أيام رمضان تاجٌ على رأس الزمان، من رُحم فيها فهو المرحوم، ومن حُرِم خيرها فهو المحروم، فالله الله على المبادرة في الخيرات لكم ولاتنسوا ابداً والديكم وأجدادكم إعملوا شيئًا لهم، نعم هم سبقونا ونحن تأخرنا وهذا بفضل من الله لكي ندعوا لهم ونعمل لأنفسنا شيئاً طالما نحن على وجه الارض وفي هذا الشهر الفضيل، قال تعالى {وَسَارِعُوا إِلى مَغفِرَةٍ مِن رَبِّكُم وَجَنَّةٍ عَرضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرضُ أَعِدَّت لِلمُتَّقِينَ}.
وقال أيضاً آمراً نبيه صلى الله عليه وسلم: { قُل لعبادي الذين آمنوا يُقيموا الصَّلاة ويُنفقوا ممَّا رزقناهم سراً وعلانية من قبل أن يأتي يومٌ لا بيعٌ فيه ولا خلالٌ }
*همسة*
المُسابقةُ إلى الخيرات خُلُقٌ عظيمٌ، ومسلَكٌ كريمٌ لا يتَّصِفُ به إلا الجادُّون المُشمِّرون، والمُسارعةُ إلى أعمالِ البِرِّ طبعٌ لا يتخلَّقُ به ولا يُهدَى إليه إلا مَن وهَبَه الله علُوَّ همَّة، وقُوَّةَ عزيمَة، مع سلامةِ قلبٍ، ورَجاحَةِ عقلٍ، وانشِراحِ صَدرٍ
التعليقات 4
4 pings
إنتقل إلى نموذج التعليقات ↓
سعيد
07/04/2023 في 3:55 ص[3] رابط التعليق
تسلم الانامل كلام راقي من رجل راقي
ايمن احمد عطرجي
07/04/2023 في 4:17 ص[3] رابط التعليق
رائع استاذ عبدالرحمن
عمرو حسني
07/04/2023 في 7:22 ص[3] رابط التعليق
ما شاء الله فعلا هذا ما نحتاجه في رمضان وبعد رمضان ايضا
أبونواف
07/04/2023 في 2:21 م[3] رابط التعليق
جزاكم الله خيراً اخي أباياسر