الكاتب : أيمن الخميسي
لقد كان اللقاء الأول لي مع الأستاذ الدكتور الشريف حاتم بن عارف العوني في أول سنة لي في الجامعة، ورغم تباين الفكر في تلك الفترة بينه وبيني فهو ممن تبنى مدرسة التيسير المنضبط وأنا مقلدا لأتباع مدرسة الأحوط المنغلق وكانت هي المدرسة السائدة في تلك الفترة ما فارقته قط بعد ذلك اللقاء!
قابلته في الحرم المكي الشريف في العشر الأواخر من رمضان ومع صغر سني في تلك الفترة أيقنت أن مشروعه مشروع أمة، لامكان للمجاملة في العلم عنده، ولا قيود تستطيع أن تقيد أفكاره، ولا خوف يقف أمامه، ويقول ما يعتقد أنه الحق مهما كانت ردة الفعل التي ستكون من المخالف، وكلما اشتدت الخصومة عليه وأرى ثباته يزيد إعجابي به واجلالي له !
رغم الأذى الذي تعرض له يمسك لسانه عن الشماته إذا سقط أحد ممن عاداه، ويصرّح لكل من يقرأ له في مواقع التواصل الاجتماعي إياكم والشماته لمخالفٍ سقط فإنها ليست من المروءة!
أي رجل هو! يواجه مؤسسات بأكملها لأنهم خالفوا الحق ويصبر على الأذى في سبيل الإصلاح !
وكل من تبنى الإصلاح بعده وصدق نفسه أنه مستقلٌ فهو عالة على أفكاره في الغالب، هذا إن لم يأخذ كلامه بالنص!
إن مجالسه فتحت لي طريق الاستقلال ولو في بعض الأفكار لا التبعية المطلقة والتقديس المفرط (وهو نفسه كان ينهاني عن التعصب له في بداياتي معه)، وعلمتني مجالسه أيضا احترام العلم والعلماء، واحترام الخلاف السائغ المعتبر، وأن الشريعة الإسلامية جاءت للتوسيع على الناس لا التضييق، وتعلمت منه أن العالم رأس ماله العلم فمن فرط فيه خسر رأس ماله !
علمتني مجالسه عدم مصادمة الواقع بل مسايرته، وبُعد النظر لا قصره، والحرص على الاجتماع لا الفرقة، والتأمل والعُمق وبغض السطحية، وأن العلم ثقيل يأخذ بالصبر والمصابرة!
خاض حروباً وأوذي وجيشت عليه الجيوش في مسائل تبناها أصبحت اليوم مسائل عادية يمارسها الناس في حياتهم بل حتى الفتوى العامة تغيرت ووافقت ما كان يدعو إليه !
فأكثر من يبغضه أو عاداه أو من يحرض عليه أجزم أنه لا يعرفه حق المعرفة إنما يسمع عنه عن طريق الأكاذيب المفتريه عليه، ومن جلس معه سيرى غير ما يسمع من علم وحسن خلق!
هذه خواطر كتبتها على عجالة وكلمة حق في قامة علمية نذر نفسه للعلم والتعليم والدعوة إلى الله ،ولا أقول له إلا جزاه الله خيرا عن أمة جده صلى الله عليه وسلم ونفع الإسلام والمسلمين بعلمه .
التعليقات 2
2 pings
مصطفى البيومي
08/04/2023 في 11:06 ص[3] رابط التعليق
نفع الله بكم أينما كنتم
مسلم
09/04/2023 في 10:29 ص[3] رابط التعليق
ما أمر الله بأمر إلا وكان للشيطان فبه أما غلو وإما تفريط ، فالتيسير بدليل معتبر مطلوب والتشديد بدليل معتبر مطلوب فدين الله ليس ملكا لأحد فيشدد فيه بهواه اوييسر فيه بهواه.(ومن يشاقق الرسول من بعد ماتين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ماتولى)