الكاتبة : مرام الحربي
في الحقيقة أنّ حياتنا هيَ (الآن) فقط، ماذهَب فهو ماضي فلَت من أيدينا، وماسيأتي هو مُستقبل أحداثه ليست في أيدينا، لذلك ركّز على لحظتك الحاليَة وشعُورك الحالي وفكرتك الحاليّة.
الحقيقة تقول إنّ "غداً" يخلقهُ "الآن".
التركيز على اللّحظة الحاليّة يأتي بالتدريب والتدريب بل والصّبر في التدريب والممارسة، لا تعتقد أنّك في يوم وليلة ستنجَح في أن يكون تركيزك أصبح على (لحظتك الحاليّة) بكل سهولة! فكل شيء يأتي بالتدريب والمُمارسة حتى تتقنه، فالرّضيع وهو رضيع حتّى يتغذّى الحليب لابُد وأن يبذل مجهوداً في طريقته للغذاء من أمّه. "فالسّعي هو حكمة الحيَاة".
وممّا يُساعد على عيْش الآن:
ابتعادك عن المُشتّتات من الأفكار، راقِب جيداً مالذي يحدُث في حال بدأت تركز على الآن، ستبدأ حينها سلسلة من الأفكار تحوم وتحلّق في عقلك لتذهب بك بعيداً، والحل هُنا: اِلعب دور المُراقب، اقبل الأفكار دعْها وشأنها ولا تقع في فخ المقاومة، فمقاومة الفكرة تُرهقك.
إنَّ المقاومة تنقُلك من التركيز على عيش الآن، إلى التركيز على "كيف أُبعِد هذهِ الفكرة الطارئة والمحلِّقة في عقلِي"
ستزيد أمرك سوءاً وتعقيداً، لذلك فقط راقب فكرتك واسمَح لها بالعبور من خلال عقلك، وركّز على عيْش لحظتك بتغذية اللّحظة بالمشَاعر المُناسبة لنوعيّة لحظتك الحاليّة.
افعل ذلك مراراً وتكراراً إلى أن تُصبح لديك قوّة الآن،
حينها ستُتقن أهم تقنيّات خفض القلق وهي (عيْش الآن) وحينها لن يكون لديك شعور بأنّك تُهدر عقلك في الماضي، ولن يكون لديك الشّعور أنكَ تهُدر حياتك بالقلق حِيَال المُستقبل.