الكاتب : سلطان السميري
يعد النقد أداة لتصحيح الأخطاء وتهذيب السلوك وتعديل التصرفات وهو إجراء يقوم به الإنسان لتغيير معتقد أو نظرة خاطئة أو سلبية أو تغيير مسار ليكون في محله وموضعه الصحيح ، والنقد الهادف وسيلة لاستبصار الأشياء التي تحتاج فِهمًا دقيقًا لمحتواها ومعرفة لمكمن الخلل فيها ومن ثم معالجتها بالطريقة التي تناسبها والمنهج الذي يقودها إلى الطريق القويم.
فالنقد هو فن معالجة الأخطاء بما يضمن سيرها في مركب آمن ودفة سليمة وقيادة واعية مستوعبة لجميع النواحي التي يمر بها الإنسان والنقد هو إجراء يقوم به الفرد لتعقب الخلل الكامن في بعض الأفكار والأفعال وفهمها فهمًا صحيحًا متقنًا وممارسة التعديلات عليها وبعد ذلك إصدار الإحكام المتعلقة بها والتي توجه هذه التصرفات والأفعال إلى التمتع بها بكل راحة واطمئنان بعيدًا عن المكدرات والمنغصات التي يمكن أن تشوبها أو تتخلها أثناء ممارستها فالمراجعة الدائمة المستمرة للممارسات اليومية والأمور الحياتية والنقاشات والأحداث الشخصية المتعلقة بالإنسان تجعله دائمًا مرنًا متزنًا في كافة شؤونه وتعاملاته على المستويين الأسري والاجتماعي.
ويعد حدوث الموازنة الهادفة عاملًا رئيسًا ومرتكزًا ثابتًا في العملية النقدية فلا إفراط ولا تفريط في جميع الجوانب والمجالات.
وهنا نقول إن النقد الهادف البناء يجب أن يتسم بالموضوعية والحيادية البحتة حتى تتحقق الفائدة المرجوة منه ، فالأساليب النقدية التي يتبعها الفرد في حكمه أو توجيهه للأمور لا بد أن تكون نابعة من فهمه العميق وحدسه الحصيف وتجاربه المتعددة وعلاقاته الواسعة المتجذرة بمحيطه الداخلي والخارجي وكيفية درايته بكامل تكوين مجتمعه النفسي والعقلي والفكري لكي تؤتي ثمارها ونتيجتها المؤملة منها.
بمعنى أن الإنسان يجب أن يكون لديه نظرة تامة ثاقبة ومعرفية مستفيضة مستوحاة من الواقع المعايش لمتطلبات الموضوع أوالمشكلة أوالظاهرة التي يقع إجراء النقد عليها، فمعرفة الأبعاد الحقيقة والنظر فيها بعين واعية وفكر متقد وإمعان طويل يؤدي إلى نتائج إيجابية ملموسة سواءً على المستويين القريب أو البعيد وخلق بيئة منسجمة مع طبيعة علاقاتها المجتمعية.
ولذلك نجد أنه كلما كان النقد هادفًا قاد إلى التؤدة والتأني في سائر أمور الحياة ، ونعم أهله بحياة هائنة وممارسات جميلة فالمحصلة النهائية هي النفع العام لشرائح المجتمع كافة لينعموا ويهئنوا بحياة طبيعية مستقرة.
فالنقد الهادف يعد إخراجًا نهائيًا لما يسلكه العقل في تعاطيه مع الأحداث والتغيرات المتسارعة المتعاقبة وهو مقياس دقيق في الحكم وطرح الرأي في ظل امتلاك الأدوات النقدية كل حسب توجهه والتي تقود إلى ممارسات نقدية متوافقة متناغمة مع المنهج الحياتي .
ودمتم بود..