الكاتب : حسان قاضي
منذ متى ونحن نشرب القهوة كشربنا للماء وأكثر؟ أعني بها القهوة السوداء بمختلف أشكالها وألوانها بدءً من التركية مروراً بالأميركية وانتهاءً بالإسبريسو والمختصة كل هذا ولم نسرد بعد أنواع السوداء المضاف لها الحليب!
أكاد أجزم أننا أصبحنا خبراء قهوة عالميين نهتم بعبق البن وموسيقى الطعم عندما يلعب بأوتار الحس، الإحساس بالمؤثرات، الإيحاءات وعجبي! حتى أصبحت القهوة السوداء هي النجم الأكثر شهرة والجميع أصبح يطمح للتصوير معها يومياً من شدة لمعان نجمها في سماء المشروبات وأفول نجم المشروبات الساخنة والباردة الأخرى بدون ذكر أسماء لكيلا يُجرح إحساس محبيها.
نجم عن هذا كله حسب آخر الإحصاءات صرف المليارات خلال الأسبوع الواحد على مستوى البلاد، لا أتكلم هنا عن هدرٍ للأموال فلست هنا للتنظير أو الندب، ولكنَّ الرقم المهول يدلنا على كبر حجم الحب الشعبي لهذه السوداء الفاتنة.
على المستوى الشخصي أعشق القهوة السوداء بكل أشكالها وأميل لها بشقِّي كله ولا أميل للمخففة بالحليب، أما عن الشاي فهو عشقي القديم الذي استعضت بالقهوة عنه، لا أخفيكم أني أستقبل الكثير من الانتقادات بسبب كثرة شربي لها ما بين محبٍ حريصٍ على صحتي وما بين من يريد التحكم والتهكم فقط.
أكاد أُنصِّب نفسي طبيباً للقهوة وألبس "البالطو" الأسود لأنصح بشرب القهوة باعتدال فهي تاج صحة القلب والفكر والمِزاج والأخير هو المهم في الأمر اتبعوا نصيحتي كطبيب أو كمتذوقٍ عتيق للقهوة إن صح التعبير فأنا أشربها منذ نعومة شواربي.