الكاتب: حسان قاضي
"التسامح" كلمة جميلة ناصعة البياض تحتوي بين طياتها وظاهرها على أمور راقية ذات أهداف وغايات، لا يستخدمها سوى قلَّة من النَّاس الذين يمتازون بجذور قيمة وبقلوب كبيرة، وممن أفاض الله عليهم بأبجديات الرحمة والتأني والصبر على المكاره، إحتمال الأذى والقدرة على مواجهة العبارات السيئة بالحسنة، كما قال الحق تبارك وتعالى في محكم كتابه الكريم {وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ}.
سامح نفسك على أخطائها فاللوم لا يفيدك بل العمل على الإصلاح والعودة إلى جادة الصواب، ثم لا تنسى مسامحة الناس ستجد في روحك راحة وطمأنينة عجيبة وصفاءً وإيجابية، لن تجدها مع الأحقاد والظنون السيئة ونوايا الانتقام، في المقابل سيبدأ ذهنك في التخطيط والتفكير والتدبير فيما يفيدك بدل أن تنهمك في التخطيط للانتقام والأفكار السلبية والتسخط والدعاء على البشر وغيرها مما لن يفيدك.
فإذا دعا المسلم على غيره بغير حق كان هو الظالم، ولم يستجب الله له، كما ورد في الحديث الذي رواه مسلم وغيره: "لا يزال يستجاب للعبد مالم يدع بإثم أو قطيعة رحم" .
جميعنا معرض لأن يخطأ فلا كامل إلا وجه الله حينها سنتمنى أن نجد من يسامحنا، قال الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله : "سامح أخاك، وما ينفعك أن يعذب الله أخاك المسلم بسببك ". لذا أُشهدُ الله بأني قد سامحت لوجهه الكريم كل من ظلمني بالفعل أو القول بقصد أو بغير قصد، "اذهبوا فأنتم الطلقاء" ولتحلّق أرواحكم في فضاء التغافل والتسامح ونسيان الإساءات.
ولا تنسوني من صالح دعائكم،