الكاتب: حسان قاضي
عنوان المقالة ربما يبدو مخادعاً بعض الشيء لأنني قصدت به الإشارة إلى صوت الساعة والمسؤولة عن قياس الوقت وليس البرنامج الشهير صاحب أضواء الشهرة الحالية -أو الترند على ما يقولون- ومع هذا فهناك رابط بأن برنامج التيك توك يستهلك الكثير من وقتنا، فأصبح البعض لا يشعر بالوقت أمامه!!
ضياع الأوقات بلا طائل بحكم انغماسنا باستخدام وسائل التقنية الحديثة المعاصرة في التسلية على المعظم، أفرز عنه أننا لم نعد نجد وقتاً للعادات الصغيرة في حياتنا والتي اعتدنا ممارستها كاجتماع العائلة اليومي على فنجان القهوة والقراءة والتأمل والتنزه بالحدائق والمنتزهات الطبيعية وغيرها من الأشياء البسيطة الجميلة، التي كنا نستمتع بفعلها ومزاولتها بانتظام واستمرار فاختزلنا الآن حياتنا في أجهزة بحجم الكف، أيضاً من نتائج الانغماس في التقنية كثرة النسيان مع عدم الشعور بالوقت وسرعة انقضاء اليوم.
أعزو ما تقدم لأن الإنجاز أصبح سريعاً فأصبحنا نتم الكثير من المهام يومياً بدون جهد يذكر بالتالي تطبعنا بالعجلة وقلة الصبر وصرنا نأخذ المواضيع الحياتية على عجالة فقل التركيز على التفاصيل التي تمنحنا الشعور بالسعادة والاستمتاع.
"مالكم بالطويلة" الحل لتسارع انقضاء الزمن الذي نعيشه ليس في مجابهة تياره، بل يكمن في تعلم فن إدارة الوقت والأولويات بالتخطيط مع العمل والمتابعة مع الوسطية والموازنة بين التسلية والعمل الجاد هكذا نستطيع الاستفادة من السرعة في إنجاز ما يفيدنا أولاً وتخصيص الوقت المتبقي للراحة والتسلية.
أما ما يحدث الآن في المشهد الاجتماعي فهو عبارة عن وقت مهدر في التسلية على الأغلب كأننا خُلقنا للتيك توك وغيره فأخذنا التقنية أنها وسيلة لتفريغنا للمتع وليس لزيادة الإنتاجية وإنجاز المهام المفيدة لأنه من الواجب -كما أعتقد- استغلال الوقت الذي هو عماد الحياة بالاستثمار الجيد بما يعود علينا بالنفع وإنجاز الأهم فالأهم.
لست معترضاً على وسائل التواصل بحد ذاتها، ولكن أتمنى من كلنا منّا إعادة النظر فيما يتابع من خلالها ومتى يتابع وأين، تقديم الثانويات على الأساسيات أصبح مدمراً للحياة فالأمم العظيمة هي التي تستغل الأوقات فيما يفيدها والبشرية بشكل عام، فنحن خُلقنا للإعمار وليس للاستهلاك كغايةِ بحد ذاته!!