الكاتبة : البندري المربعي
التنمر ظاهرة اجتماعية خطيرة لها آثار سلبية على الضحية وعلى المجتمع ككل... ولذلك من المهم مواجهة هذه الظاهرة من خلال تكاثف جهود المجتمع بأسره .
نستطيع تصنيف التنمر أنه سلوك عدواني يقع متكرر ويقوم به شخص أو مجموعة من الأشخاص بالترهيب أو إساءة معاملة الغير أو إكراه شخص ما لإيذائه نفسياً وجسدياً بقصد أو بدون قصد مما يسبب لانهياره العاطفي والنفسي وايضاً الجسدي ويحدث بعدة طرق منها قد يكون التنمر جسديًا أو لفظيًا أو عاطفيًا وغيرها الكثير .
فكثيراً ما نجد كثير من الأشخاص المتعرضون الي التنمر يتعرضون الي الكثير من الضغوط النفسية والفكرية والعاطفية مما يسبب لهم الكثير من المشاكل في حياتهم الخاصة والعامة ومن تلك الإشكالات التي يمرون بها .
الصعوبات النفسية: والتي تؤدي الي تدني احترام الذات والشعور بالقلق والتوتر الشديد والاكتئاب واضطرابات الأكل والأفكار المخيفة مما تؤدي الي التفكير في التخلص من الحياة للبحث عن الراحة .
وهناك أيضاً الصعوبات الاجتماعية: وتكون بالعزلة الاجتماعية وتظهر بصعوبة الأشخاص المتعرضون لتلك الضغوط من التنمر مع التفاعل المجتمعي وضعف شديد يتكون لديهم في المهارات الاجتماعية ويجعلهم اشخاص انطوائيين لا يحاولون الاختلاط والمشاركة خوفاً من شبح التنمر والمتنمرين .
كما نستطيع ملاحظة الصعوبات الأكاديمية والمهنية: والتي تظهر باستمرار لدى الأشخاص المتعرضون للتنمر في انخفاض معدل التحصيل الدراسي وصعوبة التركيز العام والخاص وزيادة الغياب عن المدرسة والكلية والجامعة وحتى الوظيفة التي هي مصدر رزق لهم .
فهل نستطيع نحن كأفراد ومجتمع أن نجد وسائل تساعد على ردع المتنمرين والتخلص منهم نعم أكيد هناك الكثير واهمها تكاثف المحيط المقرب من الشخص المتعرض للتنمر والمجتمع لمساعدته في إيقاف كل من يحاول أن يتنمر على شخص ما حتى لو تم الاطرار ابلاغ الجهات المختصة بذلك لردع مثل تلك الظاهرة المدمرة للمجتمع .
ولكن دعوني اعود بكم إلى بعض الطرق التي ممكن أن تكون فيها المساعدة الفعالة في مواجهة هذا الشبح من التنمر .
عند تعرض أي شخص الي التنمر فهناك وسائل مساعدة يستطيع البوح اليها وأخبارها بما يمر به منهم الوالدين والمعلمين والأصدقاء المقربين حتى يستطيع الحصول على وسائل المساعدة أن كانت واجبه أو طرق إيقاف التنمر الهادم للمستقبل المشرق .
ويمكن أثبات حالات التنمر بكثير من الصور التي تدين المتنمرين مثل التسجيل والشهود حتى تكون اثباتات لردع كل من يحاول المساس بنفسياتنا وحياتنا وتدميرها .
عدم التساهل مع المتنمر والرد عليه بشكل حازم حتى يقف عن هذا السلوك المشين .
عدم الاختلاط مع بيئة المتنمرين أو اخد الموضوع من باب التسلية والمزاح فيكون بعد ذلك أمر يفتح الكثير من الجراح التي لا نستطيع تداركها .
فالكثير من المتنمرين يشعرون بنقص في حياتهم فيقومون بالتنمر على الاخرين حتى يستطيعوا اكمال النقص الذي لديهم ويزيدوا من فرضية الشعور بالقوة على الاخرين .
نجد المتنمرين ليس لديهم القدرة على السيطرة على الغضب مما يجعلهم يتوجهون مباشرتا الي الهجوم بالتنمر حتى يظهروا بأنهم أقوياء وهم غير ذلك .
لا يستطيع المتنمر التعاطف مع الاخرين فلذة حياته التغذي على المهم والتنمر عليهم .
رغبة المتنمر بشكل عام السيطرة على كل من حوله حتى يشعر بوجوده وعظمة الأنا لدية .
لذلك نجد أن المجتمع يقع على عاتقة الكثير من الأمور لصد هذا النوع من الوباء في مجتمعاتنا وذلك من خلال عدة أمور أن جاز التعبير عنها في نقاط مبسطة .
نشر التوعية والتوجيه حول المخاطر التي تقع من التنمر والمتنمرين وما هي السبل لمواجهتها .
تحفيز الضحايا من حالات التنمر ومساندتهم في التبليغ للجهات المختصة وإيقاف هذا التنمر .
التعاون التام مع ضحايا التنمر حتى يتسنى لنا انشاء بيئة صالحه خالية من الأفكار السلبية الناتجة من تلك الحالات التي خلقها لنا التنمر .
وأناشد الجهات المختصة كلاً في موقعه من فرض عقوبات صارمة على المتنمرين الذين من دواعي سرورهم أن يهدموا أجيال وأسر بدواعي التسلية أو الفكاهة وهم لا يعلمون أنهم يهدمون مجتمع كامل .
ولنجعل مجتمعنا مجتمع خالي من التنمر محب للسلام متسامح لصنع الأجيال قوي بتماسكنا ببعضنا .