الكاتب : عبدالرحمن منشي
بالله في هذه الحياة كم منا سمع وعاش واقع ولامسه بنفسه، فماذا تحرك فيه هل تجاوب مع الحالة التي يعرفها هو حقاً، ام يعطي ظهره ويمشي، ام كأنه لم يسمع.. إذاً قبل إن تطنشه إعلم إنَّ للفقر لوعته وللعَوز حُرقته، وكم هي مُرَّة تلك الآلام والحسرات التي يَشعر بها ذلك الفقير المُعدم، حين يرمي بطَرْفه صوبَ بيته المتواضع المملوء بالرعيَّة والعيال والفواتير التي على ظهره، وهم أطفال جِياع لا يَجدون ما يَسدُّ جَوْعهم، ومَرضى لا يجدون مَن يعالجهم، كم من مَدين أرْهَق ظهَره ثِقَلُ الدَّيْن، وعانا جسدُه عن تحمُّل هذا الهمِّ المُؤرِّق، كم من فقير ضاقَت به الدنيا وانسدَّت في وجهه أبواب الرزق، لولا بقيَّة باقية من الأمل والرجاء فيما عند الله ثم من بعض أمثالكم الموفقين للخير،فما أجمل والله بأن تحسن إلى غيرك دون أن تُشهد بأنَّك المحسن، أحسِن إلى غيرك وأنت تعلم بأنَّك طريقُ الإحسان، فلست أنت المحسن، إنَّما المحسن في الحقيقة هو الله تعالى، لكن من فضلِهِ وكرمه عليكَ؛ خلقَ الخير وأعانك عليه ونسبَهُ إليك.
فأقول:فلا يَخلو مجتمع من فقراء ومحتاجين،وماأحوج كلَّ مجتمع إلى وجود أشخاص يتخصَّصون، أو جهات خيريَّة فعَّالة، تَرعى الفقراء والمساكين، وتَطرق أبوابهم؛ لتوصِّل إليهم صدقات المحسنين وبحمد الله نرى في بلادنا العديد من الجمعيات والهيئات المصرحة لها، التي أبدَعت في هذا الموضوع، ورَعَت الأُسر والأيتام،وأمدَّتهم بما يحتاجون، وأوصَلت إليهم الفائض من الملابس والولائم والأطعمة في صورة مقبولة، بل وأعانَت الناس في إيصال زكواتهم وفطرتهم، وصَدقاتهم وأُضحيَّاتهم إلى المستحقين، ومع ذلك كله فلا غِنى لكلِّ مسلم عن القيام بواجبه نحو الفقراء والمحتاجين فأنت من المجتمع، قوله عليه الصلاة والسلام: (قال رسول الله صلى على الله عليه وسلم: من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة، ومن يسر على معسر يسر الله عليه في الدنيا والآخرة، ومن ستر مسلماً ستره الله في الدنيا والآخرة، والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه). ففي هذا الحديث الشريف يبين النبي الكريم فضل مساعدة الآخرين التي قد تكون من خلال إزالة الكربات وتنفيسها، أو الستر على المسلمين، أو إنظار المعسرين وغير ذلك من وجوه الخير.
والآن فرصة كلها ايام وتدخل علينا ايام فضيلة فلننتهز الفرصة ولانضيعها الايام سريعة والآجال علمها عند ربي.
فأقول هاهي تقترب مواسم الطّاعة العظيمة العشر الأول من ذي الحجة التي فضّلها الله تعالى على سائر أيام العام، فعن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي ﷺ قال: (ما العَمَلُ في أيَّامٍ أفْضَلَ منها في هذه، [يَعْنِى أَيَّامَ الْعَشْرِ] قالوا: ولا الجِهادُ؟ قالَ: ولا الجِهادُ، إلَّا رَجُلٌ خَرَجَ يُخاطِرُ بنَفْسِه ومالِه، فلَمْ يَرْجِعْ بشَيءٍ) فهذه فرصة عظيمة.
وجوه البر فيها مختلفة: كالصدقة، وقراءة القرآن، وصلة الأرحام، والإنفاق على المساكين، وكفالة الأيتام، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وزيارة المرضى، وقضاء حوائج الناس، فلنكن حريصين لاندري هل تدركنا هذه العشر في العام القادم فلنبادر ونصطاد مواسم الخير لنجمع رصيدنا من الحسنات ﴿ يَوْمَ لَا يَنفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ﴾
*همسة*
خير أيام الفتى يوم نفع
واصطناع الخير أبقى ما صنع
ونظير المرء، في معروفه
شافع بت إليه فشفع
ما ينال الخير بالشر
ولا يحصد الزارع إلا ما زرع
التعليقات 2
2 pings
سعيد حسين العمودي
31/05/2024 في 12:23 ص[3] رابط التعليق
جزاك الله خيراً استاذ عبدالرحمن
في المملكة مايقارب من 200 جمعية خيرية تهتم بالمحتاجين . وجميعها تعمل تحت مظلة وزارة الشؤون الاجتماعية حبذ لو شمل المقال رابط التواصل مع الجمعيات المعتمدة في الوزارة
وفقكم الله استاذ عبدالرحمن وزادكم علماً وفضلاً .
ابو مازن
01/06/2024 في 2:47 م[3] رابط التعليق
جزاك الله خير
والله يقوي الجمعيات اللي تحرص على تغطية المحتاجين