الكاتب : سلطان السميري
لعلَ العنوانَ مبهمٌ بعضَ الشيء أو يعتريه شيء من الغموض الجزئي لمدلوله وفحواه ومايحمله من معانٍ، لكنني أعني به الحياة للمرء وكيفيه إدارتها شكلًا ومضمونًا بدءًا من تمييزه واستيعابه الحسي والمعنوي والبصري وانطلاقًا إلى رشده وعراكه في الحياة بمراحلها المختلفة سواءً على المستوى الشخصي أو الاجتماعي والوظيفي ووصولاً إلى نهاية مشواره الدنيوي ومستقره الأخروي .
نحن في هذه الحياه الفسيحة وهذا الكون الرحب بتقلابته الكثيرة المختلفة نمشي سراعًا ونلهث وراء المغريات الزائفة ونجهل كيفية الاستثمار الحقيقي والصحيح للأنفسِ البشرية وكيفية توظيفها بكل ما تحمله من طاقات وإمكانات كبيرة ، ولذلك نجدْ أنَّ لكل نفس بشرية طاقات هائلة وقدرات عظيمة تميزها عن غيرها ، لكنَّ البعض يهمل كيفية توظيفها والاستثمار فيها وإخراج مكامن الإبداع والتميز وجعلها منارةً للإنجازاتِ والإيجابية المستمرة، فكلُ نفسٍ بشرية تواقةٌ لرسمِ مجدٍ شخصي لها لمواصلةِ العطاء، لكن هذا التميز والعطاء لا بد له من عوامل تسنده وتساعده لكي يزيد التوهج في ميدان المنافسات البشرية بكل مناحيها المختلفة وفي شتى الميادين والمجالات.
من ضمن العوامل هذه التحفيز بكل صوره وأشكاله فهو محور الارتكاز الأول وجزءٌ لا يتجزأ من منظمومة التحفيز العامة ، وهو مهم في زيادة الطاقة والدافعية نحو الإتقان وتجويد الممارسات أضفْ إلى ذلك التمكن من المهارات الحياتية الأساسية التي تدار بها دفة الحياة وتفعيل الذكاء العاطفي ومعرفة سمات الشخصية الناجحة والإلمام بمفاهيم جودة الحياة العامة وكيفية التعامل مع المشكلات التى تواجه هذه الشخصية بكل جدارة وموضوعية .
نحن في عالمٍ مليءٍ بالمفاجآت سواءً كانت هذه المفآجات مفرحة أم محزنة، لذلك لابد من العمل على تحصين الذات بجميع المهارات اللازمة التي تعين المرء على مواجهة الشخصيات التي يتعايش معها على كافة المستويات والأصعدة من أجل تحقيق الموازنة العامة في كيفية استقبال الرسائل و إرسالها مرة أخرى للحصول على نتائج جيدة تفيد الشخصية وتمنحها مزيدًا من الوعي كي يرتقي بها الإنسان ويهذبها ويجعلها تتطلع إلى النجاح وأيضًا في الأخذ والرد من محيطه ومن حوله وكيفية إدارة العلاقات الإنسانية بواقعية ومرونة قدر الإمكان.
نحن بحاجة ماسة إلى الفهم الصحيح للطبيعة البشرية حتى نستطيع قدر الإمكان أن نطور من ذواتنا الذي بدوره ينعكس تلقائيًا على تطور المجتمعات بكل أطيافها وأشكالها المختلفة ،إذاً فالمحصلة النهائية تعتمد كيفية إدارة الوعي بالشكل الصحيح المتوازن الذي يلائم قدراتنا ويجعلها في أفق التميز والنجاح بإذن الله.
التعليقات 1
1 pings
F
10/06/2024 في 8:19 ص[3] رابط التعليق
بالفعل ادارة الوعي بالشكل الصحيح المتوازن يجعلنا نتعرف على قدراتنا ونسخرها في الوضع الصحيح
درر استاذ سلطان
لاعدمناك