الكاتب : رامي المولد
سأروي لكم تلك العجوز البائسة التي غطت التجاعيد ملامح وجهها الشاحب:
هنالك في تلك القرية البعيدة وتحت سقف بيت متأكل البنيان ، تقبع تلك العجوز التي حفرت التجاعيد ملامح وجها الحزين ، تحدث العالم عن مرارة السنوات التي اكتنفتها وعن مدى قوة صبرها.
حدثتني قائلة أنظر يابُني لتلك التجاعيد لم تخلق هباءً منثوراً هي حصاد سنيني هي ماجنتهُ يداي ، وأعلم ماذا فعلت بي الأيام، سأحدثك بقلب أمً مكلولة جنت حصاد يديها، وماجنت ؟
كنت تلك الطفلة المدللـهّ التي طغى عليها العنفوان والجبروت ، تسللت الأيام والسنين وتزوجت ذلك الشاب الوسيم ، ولم أترك جبروتي وعنفواني خلفي في عقب دار أبي بل حملته معي وكاني أحمل أحدى مقتنياتي الشخصية ، كان لزوجي أمً حنونه ولكن جرس الغيرة دق أجراسهُ بقلبي ولم أرضى أن تكون لي شريكةً بزوجي حتى وأن كانت أمهُ فبدأت أكيد المكايد وأدير الخطط .
بدأتُ أنفذ خططي الشيطانية عليها لكي يدب كره أبنها لها ونجحت بذلك وبداء يستمع لي في جميع أفعالي وأقوالي وكأني وضعت غشاؤة على عينية.
وذات ليلة أتتني تلك الفكرة الشيطانية بأن أتخلص منها للأبد فهي تشاركني في منزلي أو بالأصح منزلها وشدة صبرها وبرودها وحنانها لإبنها رغم قسوته عليها بدأت تتغلب علي وتقتلني، ففي تلك الليلة بدأت همسات الشيطان تبث السم في أذنية .
حدثته بأنها عند ذهابهُ للعمل تتعمد بأن تضايقني وتلقي على مسامعي قذائف السب والشتم وأنها سوف تحرمه من الميراث وتهبه لاختهُ التي تسكن خارج البلاد، حيث سمعتها تحدث أبنتها هاتفياً بأنها تنتظر حضورها لكي تهبها ماتملك وتدعه هالكن بالديون .
أشتط غضباً وتجسد كيانهُ الشيطان أكثر وأكثر حينها لاحَ بريق النصر بعيني ، فقرر التخلص منها بأسرع وقتً ممكن ، وعند الصباح أخبرها بأن المنزل سوف تقتص منه الحكومه جزء لتوسعة الشارع ولن تعوضها بشي والأفضل أن تتخلص منه وتشتري بماله منزلاً أخر، وافقت تلك الأم الحنونه واسرعت بإجراءات اللبيع ولثقتها بولدها رغم قسوته كلفته بشراء منزلاً أخر .
أنا يابني من جعلت من زوجها شيطانً مارداً أنا من زرعت الكره بقلبه لأمهُ وبعد مرور يومان وعند بزوغ الفجر حدثها بانه ينوي السفر إلى أختهُ فقد أشتاق لأطفالها وأنهُ يرغب بمرافقتها لم تتراجع عن مرافقتهُ ثانية ، ذهبت معه ثقةً بإبنها الوحيد ، وطلب مني أن أجهز نفسي لكي ننتقل للمنزل الجديد في حينها كنت ارقص فرحاً فقد أشترى ذلك المنزل وتخلصت من تلك العجوز.
بدات تلك العجوز تلتقط أنفاسها والدموع تغرق عينيها أمامي وأنا منصتً لها بإتقان ، صمتت للحظات وكانها تحدث الماضي وتطلبه العوده للوراء لكي تكفر عن مافعلت ، ولكن الزمان كان أقوى منها فعجلة الأيام فاقت سرعة ندمها .
الجزء الأول