الكاتب : رامي المولد
أستأنفت حديثها : أنظر يابني هذه الدنيا تدور كعجلة الرحى تطحن كل مايكون بين كفتيها .
أنا حصدت واليوم جنيت حصادي ، فبعد عودة زوجي بدون أُمهُ لم أكلف نفسي بالسؤال عنها ولم يخبرني هو أين ذهب بها ، أنتقلنا إلى المنزل الجديد وحملت بصبي كان كزهرة بيضاء ولكن قُدرة الله بدات تنتقم مني فقد اُصبت بسرطان الرحم وأضطررت لإستصاله وكأن الله يخبرني بأن نصرها قريب ولكني غرقتُ في أحلامي ،توالت الأيام والسنين وزوجي يلتزم الصمت فاتارةً يجهش بالبكاء لوحده وتارةً يختفي لأيام وكنت أعلم أن الندم على مافعله بوالدتهُ بدء يدب في قلبه إلا أن ذلك لم يحرك بي ساكناً وذات ليلة أتيت له بالعشاء وكان جثةً هامده قابضاً بشدة بين يديه تلك المسبحة العتيقة وكأنه يقول كفنوها معي فقد اقترفت ذنباً لن يغفرهُ الله لي ، وتوفي زوجي ولم يؤلمني فراقهُ برغم مافعلهُ لأجلي فقد حصلت من الدنيا على ما أريد .
وبعد مرور أعوامً على وفاته قررت تزويج أبني الذي قد بلغ الخامسه والعشرون من عمره بفتاة جميلة ذات ثراء فاحش تكبره سناً بسبع سنوات .
وبرغم كبر سني إلا أني لم أترك جبروتي وطغياني ولم أكفر عن ذنوبي التي أقترفتها بحق أم زوجي التي لاأعلم أين ذهب بها أبنها ولم أكلف على نفسي بالبحث عنها.
بل فكرت كيف أستطيع أن أجمع أكبر قدراً من المال ، فتزويج أبني من ذات المال والجمال وأن كانت تكبره سوف يجعلني أكثر ثراءً .
همت تلك العجوز البائسة بالسكوت وزفرات الندم تكاد تُفجر قفصها الصدري فقالت دعني التقط أنفاسي ثم أكمل لك قصتي.
الجزء الثاني