أحقاً مرت 94 عاما على الحالة السعودية المتفردة؟ترى كيف أشرقت شمس الثالث والعشرين من سبتمبر قبل أربعة وتسعين عاما؟ هل كان الشمال من هذه الأرض العربية العريقة أخا للجنوب السمح الكريم؟وهل كان الشرق الأبي الفخم نابضا بالحب لذلك الامتداد الغربي المهيب؟ وكيف كان الناس ينظرون للمستقبل في ذلك الوقت، وهم يعيشون حالة التفكك والضعف والغياب الحضاري.
إن المتأمل للحالة الاستثنائية التي عبر فيها وطننا الجميل حالة البناء والتكوين، وإعادة الترتيب لأطراف معادلة مشتتة ضعيفة، مضت عليها الدهور والاعوام بلا استقرار، أو تأثير حقيقي على الرغم من كل مكونات القوة المتوفرة لديها، التي تمثلت في مكونات الهوية الاساسية" الدين، واللغة، والتاريخ" سيجد أنها كانت تنتظر شخصا بعينه معقود بناصيته الخير، يأتي كذلك الوابل الصيب الذي ما أرسله الله إلى بقعة ما إلا أحياها، وجعلها تسر الناظرين، فتجلى ذلك الوابل رجلا ليس كأي أحد، بل كان استثناء أوجده الله من رحم هذه الأرض، ليكون الأكثر برا بها، وليتشارك الحب مع آبائه وإخوانه وأبنائه، الذين آمنوا بالحب وسيلة وغاية مع ذلك الإنسان الأصيل النبيل عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود رحمه الله، الذي انبرى بكل قوة وأمانة، تحفزه روح الخير في داخله، وتقوده الإرادة العظيمة لإيجاد هذا الكيان المتين الفخم تكوينا، ومسيرة، وإنجازا.
إننا اليوم نجني ثمار مسيرة فخمة من ذلك المؤسس المحب لشعبه، الذي تشكّل المستقبل في ذهنه ووعيه قبل أن يصبح واقعا ننعم فيه بكل ممكنات الحياة الكريمة والواعدة بمشيئة الله تعالى، في ظل قيادة من الأبناء والأحفاد على نفس ذلك النهج القويم الذي أرساه المؤسس رحمه الله تعالى.
واليوم ونحن نعيش في دولة الرؤية والتطلع والطموح بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي عهده الأمين صــاحــب الــســمــو الــمــلــكـــي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، فإننا نفتح أعيننا بقوة لنستوعب حالة الدهشة التي تباغتنا من كل مكان، وتنبعث من بين جذور هذه الأرض، التي صاغها الله قوية عميقة بالقدر الذي يجعلها مساحة أمان وعيش رغيد لأبنائها وجميع العالم.
إن العالم مدعو ليستثمر الحالة السعودية العظيمة ذات المبادئ العالمية، ليصوغ معها حالة من الاستقرار والنماء لكل العالم، على أساس من الاحترام لحقوق الشعوب وحريتها وإرادتها، التي استمدتها بلادنا من إرثها الإسلامي والعربي الفخم، الذي أكد حسن الجوار، ونشْر الخير، وإعمار الحياة وتشارك الفرص بين جميع الشعوب، لنحقق جميعا مراد الله من هذه الحياة.
عاش وطني واحة خير وعطاء، عاش وطني موئلا للأوفياء.