الكاتب : عبدالرحمن منشي
يبذل الموظفون أقصى جهدًا لهم وتقل أخطائهم عندما يعملون في بيئة إيجابية وبدون شخصيات سامة تلوث أجواء العمل لا تسبب لهم ضغوطًا نفسية، ولذلك فإن بيئة العمل الإيجابية دائماً تحسن من صحة الموظفين، وتجعلهم يقبلون على العمل بكل إريحية ويرفضون التكاسل والتغيب عن العمل.
ولكن للأسف هناك شخصيات سامة عشقها تعكير جو الموظفين، وتتميز هذه الشخصية السامة، بعدم استقراره في سلوكه أو آرائه، فهم لا يلتزمون بأقوالهم ووعودهم، مما يؤدي إلى صعوبة أداء العمل معهم، لأنهم مجموعة من الأشخاص المُقربين لبعضهم البعض، والذين يجتمعون دائمًا في مكان العمل يتحدثون ويتبادلون الأدوار السيئة لإحباط الآخرين، ويستبعدون أي شخص خارج دائرتهم، مما يشعر البقية بالغربة، ويتأثر أدائهم في العمل بالأثر السلبي، وأيضاً من الصعب توقع سلوكهم المستقبلي، إذ قد تتغير ردة فعلهم بشكل مفاجئ وقد يتجاهلونك بشكل تام ويضيعون كل جهودك المهنية، وهذا السلوك المتذبذب يضعف العلاقات ويجعل من الصعب التعامل معهم بثقة وباستمرار فالعمل معهم يولد الشرار ويجعلك دائماً التفكير وتبدأ أنت في القلق والتوتر وكرهك للعمل.
نعم الشخصيات هذه السامة الفتاكة تتجاوز فيه حدود الآخرين وتتدخل في حياتهم الشخصية ومجالاتهم الخاصة دون إذن أو احترام لخصوصيتهم، وقد يتجاوز الشخص السام حدود الآخرين بعدة طرق، مثل: التطفل على الأمور الشخصية، والتدخل في قراراتهم الشخصية،والتجسس على خصوصياتهم وكيفية أداء عملهم لتطفيشهم، أو حتى نشر أخبار كاذبة عنهم، ويستخدم الشخص السام ذلك كوسيلة للسيطرة والتحكم، بغية تحقيق أهدافه ورغباته وتعزيز شعورهم بالتفوق والهيمنة ولاحول ولاقوة الا بالله العلي العظيم منهم.
إذاً إنَّ فهمك للسلوكيات السامة هو سرّ لابد ان تفهمه لانه يسمم العلاقاتٍ الصحيّة؛لذلك نحذر لنتمكّن من معرفة حقيقة سهام "الحقد والأذى" التي تُرمى علينا، مما يساعدنا على حماية أنفسنا بصورةٍ أفضل، أو على تجنب الوقوع في خداعهم السام.
وفي الجهة المعاكسة لاننسى الشخصية الهادئة والهادفه،لأنها تُمثل الشّخص الهادئ الذي يجيد حسن التعامل للغاية، ممّا يجعل الآخرين يشعرون بالراحة معه، إذ يمتلك شخصية جميلة تجعل النّاس يرغبون بمصادقته، ومشاورته في أمورهم العملية حتى الخاصة،ومما يميزه اكثر هو امتلاكه القدرة على الاستماع، والمزاج الهادئ، والكلام المُنتقى بعناية، كما أنّه لا يُسبّب الشّعور بالرهبة والخوف والتجريح لمن حوله.
*همسة*
يمكن لأسلوب تعاملنا مع زملائنا في العمل أن يضع نهاية لمسيرتنا المهنية،أو أن يصنع منها إنجازا، إذا أُبعدت الشخصية السامة.
التعليقات 1
1 pings
د. عاطف منشي
30/09/2024 في 10:30 م[3] رابط التعليق
أسرع طريقة للتخلص من الكفاءات هي أن تولي عليهم شرار الناس وسفهاؤهم وأقلهم علماً ودراية وأسوأهم أداء وسمعة،فعندما يتبوأ الأسوأ المنصب، يتكفل تلقائياً بتعيين من هم على شاكلته، فتبدأ حفلة تضييق الخناق وبث سمومهم على الكفاءات ممن لا يطيقون العيش في «مستنقعات آسنة».