العُمرُ يَجري والحياةُ عَناءُ
وبِكُلِّ حَتفٍ يُحصَدُ الأحياءُ
تَمضي السنينُ بِنا إلى أجداثِنا
والسَّعيُ يَبقَى، والحسابُ جزاءُ
لا يَنفعُ العبدَ الضعيفَ سِوَى الذي
أدَّاهُ خيرًا قلبُهُ الوَضَّاءُ
أو طاعةٌ وعبادةٌ يحيا بها
حتى تُوَسَّدَ نَفسُهُ الغَرَّاءُ
هذي الحياةُ نَعيشُها ومَصيرُنا
لَحدٌ وقبرٌ والبياضُ رِداءُ
واليومَ تُطوَى صفحةٌ بنَسيمِها
مسكٌ يفوحُ معطَّرًا، وبهاءُ
هذا (عَليُّ) بصفحةٍ وضّاءَةٍ
تَبكي بيومِ رَحيلِهِ الأرجاءُ
قد عاشَ فينا مُرشِدًا ومُعلِّمًا
في دربِهِ للسالِكينَ ضِياءُ
ما ماتَ من بَذَلَ المكارمَ طاعةً
ولَهُ هُنالكَ سيرةٌ حَسناءُ
يا (صافِيًا) كالشهْدٍ يعبقُ حُلوُهُ
والطيبُ مِن عَبِقِ الكلامِ دواءُ
قد كنتَ يومًا طالبًا في دَرْبِهِ
وهو الوكيلُ القائدُ المِعطاءُ
بينَ الفصولِ بحَزمِه ووكالةٍ
في (الخالديةِ) والجميعُ عطاءُ
رحماكَ يا ربَّ العِبادِ فأنتَ مَن
تَجزي الخلائقَ، والجِنانُ هناءُ
ارحَمْ عليًّا بالنّعيمِ، وجَنّةٍ
فيها لهُ بينَ القصورِ رَخاءُ
قد زارَ ربَّ العالمينَ بمَوتِه
طُوِيَتْ صحائفُ وانتهى إمضاءُ