الكاتبة د. نجود الحازمي
الإدارة بالطرق الإنسانية هي مفهوم حديث يركز على معاملة الموظفين بروح الاحترام والتقدير، مع تعزيز بيئة عمل داعمة تُشعر الجميع بالأمان والانتماء، يهدف هذا الأسلوب إلى بناء علاقات إيجابية داخل المؤسسة من خلال الاهتمام بالاحتياجات النفسية والاجتماعية للموظفين.
يُعد التواصل المفتوح والشفاف أساساً لهذا النهج، حيث يتم تشجيع الموظفين على التعبير عن آرائهم ومقترحاتهم بحرية، كما تتضمن الإدارة الإنسانية الاهتمام بمشاعر الموظفين وتقديم الدعم العاطفي والمهني لهم، مما يُعزز الثقة المتبادلة ويخلق بيئة عمل محفزة على الإبداع.
تشجيع الإنجازات والاعتراف بجهود الموظفين يُعد من العناصر الأساسية في الإدارة الإنسانية. فالتقدير لا يُحسن الروح المعنوية فحسب، بل يدفع الموظفين لمواصلة الأداء المتميز، كذلك يُعزز هذا النهج ثقافة التعاون والعمل الجماعي، حيث يتم التركيز على بناء فرق قوية وداعمة.
التمكين هو ركن أساسي آخر في هذا النهج، حيث يُمنح الموظفون الحرية لاتخاذ القرارات المناسبة في إطار مسؤولياتهم، ما يُسهم في تطوير مهاراتهم وزيادة شعورهم بالثقة، كما يُعتبر التدريب والتطوير المستمر جزءاً محورياً من الإدارة الإنسانية، حيث يُستثمر في رفع كفاءة الموظفين وتعزيز قدراتهم.
بالرغم من المزايا العديدة لهذا الأسلوب، قد تواجه الإدارة الإنسانية بعض التحديات، مثل تحقيق التوازن بين الحزم والمرونة وضمان تحقيق الأهداف المؤسسية، لذلك، يحتاج القادة إلى التحلي بمهارات عالية في الذكاء العاطفي وقدرة على إدارة الفرق بشكل يحقق الأهداف دون الإضرار بالعلاقات.
الإدارة بالطرق الإنسانية ليست مجرد نهج إداري، بل هي فلسفة تركز على تعزيز القيم الإنسانية داخل بيئة العمل، هذا النهج يُساعد المؤسسات على تحقيق نجاح مستدام، ويخلق بيئة تُلهم الموظفين وتُحفزهم على تقديم أفضل ما لديهم. بالتالي، فإن تبني هذا الأسلوب يُعد استثماراً في رأس المال البشري، وهو الركيزة الأساسية لأي مؤسسة ناجحة.