الكاتب : عبدالرحمن منشي
تمر الأيام وتزداد مشاغل الحياة وتنكشف لك أشياء لم تتوقعها يوماً ما وينساك من تحب، ومنهم من ينساك عمدًا ومنهم من ينشغل بأمور الحياة عنك فلذلك من اكثر الأشياء غرابةً في هذه الحياة عندما تجد شخص غريباً يسأل عن حالك كل يوم بينما الشخص الذي من اهلك وقرابتك وقد فضلته أنت على الكثير، ومع الأسف لا يسأل عنك ولايدري كيف أصبحت وكيف أمسيت فليس كل الأشخاص كما تظن، ولكن تأكد فهم معادن الأ من رحم ربي فهناك توجد معادن تلمع وأنت من لمعتها، والأهم من ذلك أن معظم العائلات إلا من رحم ربي في هذا الوقت تفتقر إلى علاقة الصداقة بين الأم وابنتها، أو الابنة والأب. تجد الأم نفسها منشغلة بأطفالها،والمسؤولية تقع أيضاً على الأب، يسأل نفسه أولاً وأخيراً أين هو موقعه الآن بمن يهتم به ويسأل عنه؟
فأقول هل وصلنا لمرحلة ومقولة لم اعد اهتم بأحد ولن اهتم بشخص لا يهتم بي ولا يسأل علي ابداً والشكرا لكل من يسأل علينا في كل الأوقات؟
فعلاً لن يسأل عنك أحد في هذه الحياة، إلا من أفتقد غيابك حقًا، وأصبح يرى أن الحياة بكل ملذاتها و حلاوتها لا قيمة لها بدونك فهذا هو من يسأل عنك.
هناك تساؤلات هل يعقل أن يصل المرء بعد كل هذه التضحيات من أجلهم أن يصل المرء بأن لا يجد أحدًا يسأل عنه في هذه الحياة بعد تعب وجهد جهيد ولكن أقول الأيام دول وكما تدين تدان.
نعم والله يصطدم المرء بواقع مرير وحالة من الإستغراب مصاحب بالألم وبحرقه في نفسه عندما يتفاجأ بأن من ضحيت لأجلهم وراهنت قلبك على حبهم وفرشت الزهور والورود بطريقهم، وضعوا لك الشوك بتخليهم وعدم السؤال عنك بعدما اعطيتهم فتلقيت هذا الجزاء، وهنا وقفة لانهضم حق بعض من يسأل عنا دائماً فلهم الجزاء الاوفى.
إذاً بمرور السنين أدركنا إننا خسرنا طاقتنا وصحة قلباً بلا ثمن أعطينا المواقف والأشخاص أكثر مما ينبغي والأن فهمنا كل شيء !
وأخيراً:
شعور مخيب للآمال عندما لا يُقدرك أقرب الناس إليك بعدما كنت تُقدّم له كُل ما يريده!
بينما تجد التقدير من البعيدين منك والغرباء عنك والذين لم تقدم لهم أي شيء؟
*همسة*
إِذا المَرءُ لا يَرعاكَ إِلّا تَكَلُّفاً
فَدَعهُ وَلا تُكثِر عَلَيهِ التَأَسُّفا
فَفي الناسِ أَبدالٌ وَفي التَركِ راحَةٌ
وَفي القَلبِ صَبرٌ لِلحَبيبِ وَلَو جَفا
فَما كُلُّ مَن تَهواهُ يَهواكَ قَلبُهُ
وَلا كُلُّ مَن صافَيتَهُ لَكَ قَد صَفا
إِذا لَم يَكُن صَفوُ الوِدادِ طَبيعَةً
فَلا خَيرَ في وِدٍّ يَجيءُ تَكَلُّفا
وَلا خَيرَ في خِلٍّ يَخونُ خَليلَهُ
وَيَلقاهُ مِن بَعدِ المَوَدَّةِ بِالجَفا
التعليقات 3
3 pings
د. عاطف منشي
29/01/2025 في 10:27 م[3] رابط التعليق
“البعيد عن العين بعيد عن القلب”
…………….
🔴عبارة تصح في بعض الحالات التي تتعرض فيها العلاقات للجفاء والانقطاع بين طرفين احدهما غائب،،
ويرى البعض انها تنطبق على أشخاص ولا تنطبق على غيرهم، فقد تكون في بعض الحالات في مكانها إذا كان الغائب صديقاً أو قريباً، ولكنها لا تنطبق على حالات كان الغائب فيها هو من الأشخاص المقربين كالزوج أو الإبن أو الأب أو الأخ…،وإن كنا نرى ونشاهد أن بعض الآباء والإخوة(وللأسف) تنطبق عليهم هذه العبارة ولو كنا نراهم بأعيننا ولكن لا تشعر بهم قلوبنا ومشاعرنا! بل وهناك من نسينا أننا تربطنا بهم صلة قرابة أو رحم، فالجفوة على قدر الفجوة، فالجفاء والجفاف الذي قد يحدث بين أي طرفين نتيجة بعد أحدهما وغيابه عن الآخر تعتمد على طبيعة العلاقة بينهما وعمقها فنجد كثير من الأصدقاء ما زالوا يتواصلون بشكل دائم في المناسبات والأعياد وأحياناً بشكل يومي، وهذا بسبب العلاقة القوية التي تربطهم حتى وهم بعيدون عن بعض،، وكذلك هناك إخوة وأخوات بعيدون عن بعضهم لا يتذكر أحدهم الآخر حتى في الأعياد والمناسبات.
🔴ولهذا فإن هذه المقولة “البعيد عن العين بعيد عن القلب” تنطبق على حالات معينة تضبطها طبيعة العلاقة وعمقها.
🔴فلنراجع مشاعرنا ولنحاسب أنفسنا قبل أن نُحاسَب فإن اليوم عمل ولا حساب وغداً حساب ولا عمل،،،
عبدالرحمن منشي
29/01/2025 في 10:39 م[3] رابط التعليق
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته تعليقك مقال اخي عاطف بكلماتك النابعة من القلب… وفق الله الجميع وادام علينا نعمة الأخوة والمحبة
حميدي
31/01/2025 في 8:00 ص[3] رابط التعليق
بارك الله فيك اخي ابا ياسر لقد تطرقت لموضوع متفشي بين الاسر وخاصة الاقارب فأين الاخوة والقرابة او صلة الارحام اذا كان يحدث مثلما ذكرت ابا ياسر.
فمن اراد الاجر ان يواصل ويبادر بالتواصل من قطعوه ولا يلتفت ولا يتأثر بمثل هذه المواقف فالاجو والثواب من الله وليس من البشر .