رمضان ليس مجرد شهر يمرّ، بل فرصة تُفتح فيها أبواب الرحمة، وتُمحى فيها الخطايا، وتُجبر فيها القلوب المنكسرة. هو الموعد السنوي الذي يوقظ أرواحنا من غفلتها، ويمدّ لنا يد العون لنعود إلى الله بقلبٍ نقيّ، وروحٍ متجددة.
كم من رمضان مرّ علينا ولم نُحسن استقباله؟ كم مرة عزَمنا على التوبة ثم اجتاحتنا الحياة بهمومها؟ حان الوقت لنكسر هذه الحلقة، لنقف أمام أنفسنا ونقرر بصدق: هذه المرة لن يكون رمضان عابرًا، هذه المرة سأُصلح ما بيني وبين الله، سأجعل القرآن رفيقي، والسجود راحتي، والدعاء أنيسي، وسأطرق باب التوبة بصدق حتى يُفتح لي.
لا تؤجل، لا تنتظر اللحظة المناسبة، فاللحظة المناسبة هي الآن! اجعل هذه الأيام المتبقية من شعبان أيام إعدادٍ حقيقي، نظّف قلبك من شوائب الذنوب، درّب نفسك على الصيام والصلاة والذكر، اغسل روحك بالاستغفار، واستقبل رمضان بقلبٍ مستعد ليُولد من جديد.