الكاتب : عبدالرحمن منشي
{إِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلًا}
هذا يدل على أن فضل الله يأتي بناءً على الجهد والعمل الصالح، ولا يكون دون استحقاق أو جهد، فهنا من نسب إلى نفسه ما ليس له من الخير، أو ادعى ما ليس عنده من الفضل، فقد كذب على نفسه، وكذب على الناس.
فأقول: ان الذين تعودوا على نسب جهود الآخرين لأنفسهم من أجل الوجاهة وبأنه هو من عمل كذا وكذا ومع الأسف بالتلاعب بعقول الأخرين، ومن الجهة الاخرى ذات العقول الغير المثقفة والذين يصدقون كل مايقال لهم من دون تحقق وبل يعتبرونهم اهل ثقه وهم غير ذلك، نعم ان هذا الأمر صار واقع حال من بعض البشر في الحياة الإجتماعية العملية والإدارية وحتى الأعمال الخيرية.
فأعتقد إن الذين ينسبون ويسرقون جهود الآخرين بأن لديهم نقص في شخصيتهم وحب التعالي بالوجاهة المزيفة، وليس لهم من القدرة على العطاء والجهد الحقيقي، فأستغلوا جهود غيرهم من المجتهدين ونسبوها لأنفسهم فهم من خيبوا الظن بعد ماأحسن الظن فيهم،بسلبهم جهود غيرهم بدون وجه حق، فلندرك أيها الأحبة فظاعة هذا التصرف وننتقده؟
كَمْ خَابَ ظَنّي بِمنِ أهديته ثِقتَي
فَأَجْبَرَتْنِي عَلَى هِجْرَانِهِ التُّهَمُ
كَمْ صُرْتُ جِسْرًا لمَن أحببتهُ فَمَشَى
عَلَى ضُلُوعِي وَكَمْ زَلَّت بِهِ قَدَمُ
فَمَا وَفَائِي لخِلٍّ مَالَهُ قَيمُ
وأخيراً من المخجل أن تدعي ما ليس لك فيه حق، ليصبح من جهدك فهذا ظلم لنفسك فلتحذر من هذه الخصلة الغير حميدة، لأن سرقة جهود الآخرين لا تقتصر على عمل معين من هذه الجهود، بل تشمل كل جهد قد يبذله الإنسان، ثم يفاجأ بأن أحدهم ادعى كذبا أنه صاحب هذا الجهد وهو الساعي لإنجازه، فهي كلمة أقولها اتقوا الله يامن تسرقون جهود الآخرين من غير وجه حق ونسأل الله الهِداية لنا ولهم.
*همسة*
إن كنتَ تطمع في العلياء تخطبُها
وتبتغي منزل التكريم تسكنهُ
لا تُخلِ نفسك من علمٍ تسود به
فقدر كل امرئ ما كان يُحسنهُ
التعليقات 3
3 pings
د. عاطف منشي
03/03/2025 في 11:49 م[3] رابط التعليق
سرقة جهود العباد من بعض المرتزقة، في الأعمال الصالحة ونسبتها لأنفسهم جريمة عظيمة وظلم وادعاء لما ليس له، لذلك شدد الله عقوبة من يقترف هذه الجريمة الشيعة فقال جلّ جلاله :
{ لَا تَحۡسَبَنَّ ٱلَّذِینَ یَفۡرَحُونَ بِمَاۤ أَتَوا۟ وَّیُحِبُّونَ أَن یُحۡمَدُوا۟ بِمَا لَمۡ یَفۡعَلُوا۟ فَلَا تَحۡسَبَنَّهُم بِمَفَازَةࣲ مِّنَ ٱلۡعَذَابِۖ وَلَهُمۡ عَذَابٌ أَلِیمࣱ }
نسأل الله العافية والسلامة من هذا الداء العضال الذي ابتلي به كثير من الناس في هذا الزمان ولا حول ولا قوة إلا بالله.
محمد صالح الشدوي
04/03/2025 في 12:34 ص[3] رابط التعليق
احسنت استاذ : عبدالرحمن فكم وجدنا أناس ينسبون بعض مجهودات وأعمال للآخرين إلى أنفسهم والمشكلة أن تلك الأعمال معروفين أصحابها وكما قلت يحسبون أن ذلك التصرف يرفع من قيمتهم بل هو بالعكس يقلل من قيمتهم.
شكراً أبا سعد على اختيارك الموفق🙏.
طارق مبروك السعيد
06/03/2025 في 6:34 ص[3] رابط التعليق
للأسف هناك شريحة من المجتمع تجدهم في كل مكان همهم الشاغل سرقة جهود الآخرين ونسبها لأنفسهم دون وجه حق ..!
والله جل علاه يعلم كل خافية ولا يضيع عنده مثقال ذرة، ولا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء.
سر للأمام يا ابا ياسر، فما تقوم به جهود مضيئة حتما تجد التقدير والاحترام من صفوة الناس .