الكاتب : عادل عمران
اعزائي القراء العرب سوف يطرق هذا المقال لعرض التقنيات العلمية المحرمة التي يستخدمها العلماء في تبريد سطح الارض, حيث تم اللجوء لهذه التقنيات رغم تحريمها وذلك للتغلب على فشل المساعي والجهود العالمية للوصول " بأنبعاثات الغازات الدفيئة لصفر انبعاثات " مما تسببت في ارتفاع درجة حرارة سطح الأرض عن معدلاتها الطبيعية.
ماهي التقنيات المحرمة التي لجأ اليها العلماء في تبريد سطح الارض؟
يلجأ العلماء الي تقنيات لم يكن من الممكن التفكير بها من قبل لتبريد الكوكب, مثل القاء المواد الكيميائية في المحيط ورش المياه المالحة في السحب وكذلك اتباع اسلوب حقن جزئيات عاكسة في السماء وكلها تقنيات علمية محرمة من قبل مجموعة من العلماء, بينما يخشى آخرون انه قد يؤدي هذا التلاعب بالبيئة الى عواقب وخيمة غير محسوب تقديراتها.
ما السبب وراء لجوء العلماء لهذه التقنيات العلمية المحرمة؟
لعل السبب الرئيسي وراء اللجوء لهذه التقنيات العلمية المحرمة هو قلق العلماء المتزايد من ان الجهود المبذولة للحد من انبعاثات الغازات الدفيئة لا تسير وتيرتها بالسرعة المرضية من أجل الحد من مخاطر الأثار المدمرة لموجات الضربات الحرارية وكذلك هبات العواصف ونوبات الفيضانات المتفاقمة التي اصبح لها بالغ الأثر في اختفاء مدن بالكامل لعل ابرزها والذي لا يزال عالق بالذاكرة ما حدث في شمال افريقيا بمدينة درنة بالجمهورية الليبية.
ما السبب وراء ارتفاع درجة الحرارة الأرض عن معدلاتها الطبيعية؟
يرجع السبب وراء ارتفاع درجة حرارة سطح الأرض عن المعدل الطبيعي هو ازدياد نسب الغازات الدفيئة في الغلاف الجوي والتي تسبب ظاهرة الاحتباس الحراري.
ماهي ظاهرة الاحتباس الحراري؟
مفهوم الاحتباس الحراري (Green House Effect).
الاحتباس الحراري او الانحباس الحراري, هو عملية التبادل الإشعاعي بين الغلاف الجوي وما يحتويه من غازات ومواد وبين سطح الارض, بحيث لا يسمح للغلاف الجوي بإمرار الإشعاع الشمسي بإتجاه الأرض ولكنه في الوقت نفسه يحبس الاشعاع الارضي الحراري عاملاً على رفع حرارة الجو.
وكذلك يمكن وصف الاحتباس الحراري علمياً بأنه ارتفاع درجة الحرارة في الغلاف الجوي المحيط بالأرض بسبب تراكم غاز ثاني اكسيد الكربون وغازات دفيئة اخرى تقوم بدور أشبه بلوح الزجاج في بيت زجاجي حيث تتيح مرور ضوء الشمس من خلالها وتدفئ الأرض لكنها تمنع فقد الحرارة الموازن عن طريق الاشعاع المرتد.
ما هي الغازات الدفيئة وآثارها ؟
1. غاز ثاني اوكسيد الكربون (CO2) ينتج غاز ثاني اوكسيد الكربون من الأنشطة الطبيعية (حرائق الغابات، البراكين، وجميع الأنشطة البشرية كالنقل والصناعة وحرق النفايات الصلبة في المدن، ويكون له الدور الكبير في حدوث ظاهرة الاحتباس الحراري.
لقد كان تركيزه في الهواء في مرحلة ما قبل الصناعة حوالي 280 جزءاً لكل مليون جزء في الهواء مقاساً بالحجم، فيما ازداد هذا التركيز ليبلغ 349 جزءاً بالمليون ، ومن المتوقع إن يتضاعف الى 560 جزءاً بالمليون في الفترة الواقعة بين منتصف القرن الحالي ونهايته .
وتكمن خطورته بكونه يمتص ثلاثة مجالات مختلفة من الأشعة الحرارية المرتدة من سطح الأرض، وكما يلي:
الأول: يتراوح فيه طول الموجة بين (1.6-2.9) مايكرون.
الثاني: يتراوح فيه طول الموجة بين (4.1-4.5) مايكرون.
الثالث: يتراوح فيه طول الموجة بين (13.8-15.4) مايكرون.
2. غاز الميثان (CH4) يعد من أكثر الهيدروكربونات توفراً في الغلاف الغازي. وينتج بشكل طبيعي عن فعل النشاط البيولوجي لبعض أنواع البكتريا التي تتحلل من المخلفات النباتية تحللاً لا هوائياً, ونسب تركيز غاز الميثان في الهواء في ارتفاع مستمر وسريع، حيث زادت كميته بمقدار 390 جزء بالمليون في الهواء، وعلى الرغم من كونه أقل من نسبة ثاني اوكسيد الكربون بنحو 205 مرة إلا إن معدلات الزيادة السنوية لنسب تركيزه تفوق مثيلتها لنسب غاز ثاني اوكسيد الكربون بنحو 13 مرة.
3. اكاسيد النيتروز (NO) يعد احد اكاسيد النتروجين الناتجة عن سلسلة التفاعلات الطبيعية التي تحدث في الغلاف الجوي وخلال الدورة الطبيعية للنتروجين.
حيث يشكل ما يتراوح بين 30%-35% من إجمالي عوادم السيارات، وكذلك يتولد من احتراق الغاز الطبيعي وخامات النفط والفحم والفضلات العضوية وغيرها من الصناعات.
لقد ازدادت نسبة اوكسيد النيتروز في الهواء بين 298 جزء في البليون لتبلغ 305 جزء في البليون تقريباً في الهواء، ويفوق غاز ثاني اوكسيد الكربون وغاز الميثان في معدل الزيادة السنوية لاوكسيد النتروز بحوالي 3 مرات للأول و35 مرة للثاني، مما يدل على بطئ معدلات زيادته السنوية بالمقارنة مع الغازات الدفيئة الأخرى.
ويمتص هذا الغاز الأشعة الحرارية التي ترتد من سطح الأرض والتي يتراوح طول موجاتها بين 7-13 مايكرون، وتفوق فعالية كل جزيء منه فعالية كل جزيء من ثاني اوكسيد الكربون بحوالي 270 مرة وغاز الميثان بحوالي 17 مرة ، مما يؤكد دوره وفعاليته في حدوث الاحتباس الحراري.
4. مركبات الكلوروفلوروكربون (CFC5) تعد من المركبات الصناعية التي تستخدم في أجهزة التكييف، وكمادة دافعة في علب الرش ورغوة إطفاء الحرائق، وتتبخر هذه المركبات عند درجة حرارة تتراوح بين صفر و40ْم تحت الصفر، وتمتص هذه المركبات الأشعة الحرارية المرتدة من سطح الأرض التي يبلغ طول موجاتها 8 و10 مايكرون، وتفوق فاعلية الجزيء الواحد من هذه المركبات في حدوث الاحتباس الحراري فعالية الجزيء الواحد من ثاني اوكسيد الكربون بحوالي عشرة الآلف مرة، ولها فعالية كبيرة جداً تفوق فعالية الغازات الدفيئة الأخرى.
وفي ظل كل ما سبق من تأثيرات الغازات الدفيئة أصبح العلماء يقدمون مساعي حثيثة نحو ابطاء هذه التأثيرات والحد من مخاطرها وذلك من خلال بعض التقنيات العلمية المحرمة من وجهة نظر اختصاصيو البيئة.
والسؤال
كيف تعمل التقنيات العلمية المحرمة على خفض درجات حرارة سطح الأرض؟
تعمل التقنيات العلمية المحرمة على خفض درجات الحرارة وتبريد سطح الكرة الأرضية من خلال ثلاث تقنيات حديثة وهم كالتالي:
أولاً: تقنية السحابة البحرية:
حيث يقوم العلماء في هذه التقنية برش خليط مالح من خلال فوهات ذات ضغط عال في الهواء في محاولة جادة من أجل تفتيح السحب المنخفضة الارتفاعات التي تشكل فوق المسطحات المائية المتنوعة.
آملين بذلك ان تعكس السحب الأكبر مساحة والأكثر سطوعاً ضوء الشمس بعيداً عن سطح الأرض وإطفاء ظلال طويل الأمد قدر المستطاع على المسطحات المائية لضمان تبريد المياه بها على نطاق أوسع من أجل تقليل معدل التبخر الناتج من ارتفاع درجات حرارة سطح الأرض مما سوف يقلل ذلك من فرص نفوق الشعاب المرجانية بالمسطحات المائية المتنوعة كما توصف تقنية السحاب البحرية بأنها جزءاً هاماً من برامج استعادة الشعاب المرجانية.
ثانياً : تقنية تفريق سحابة من الجزئيات العاكسة وهذه التقنية هي عبارة عن تفريق سحابة من الجزيئات العاكسة الصغيرة على ارتفاع نحو 60 الف قدم. مما سوف يعكس ذلك الأشعة الشمسية بعيداً عن سطح الأرض من أجل تبريد حرارة الغلاف الجوي.
وهذه التقنية تؤصل لمفهوم علمي أخذ في الانتشار في الاوساط العلمية يسمى بنظام إدارة الإشعاع الشمسي الموجه لسطح الأرض.
ويجدر بالذكر ان العلماء قد أجرو بعض التجارب والاختبارات الجوية منخفضة المستوى بإستخدام الدخان الأبيض لمحاكاة مسار الجزيئات في الغلاف الجوي، هذا ولم تكتمل بعد باقي اختبارات السلامة لهذه التقنية الحديثة.
ثالثاً: تقنية محلول هيدروكسيد الصوديوم (NaOH) حيث يخطط العلماء المشتغلين بعلوم المحيطات بإلقاء 6000 جالون من محلول هيدروكسيد الصوديوم (NaOH) في إحدى المحيطات خلال فصل الصيف المقبل لعام 2024 ويأمل العلماء أن يقوم محلول هيدروكسيد الصوديوم (NaOH) بتشكيل قاعدة كيميائية على شكل قرص كبير من (التومز) " الدواء المضاد للحموضة " ليخفض حموضة مساحة من المياه السطحية في المحيط بغرض امتصاص ما يقرب من 20 طناُ مترياً من ثاني اكسيد الكربون من الغلاف الجوي وإختزانه في المحيط.
وأخيراً ينظر الى هذه التقنيات من جانب اختصاصيو البيئة بأنها تدخلات بشرية ربما قد تؤدي الى منحدر زلق لقدم البشرية في نهاية المطاف الى نتائج سلبية الأثر على البيئة.
نعلم جميعاً ان التدخل البشري ضرورة للحد من الوتيرة المتسارعة لإزدياد الغازات الدفيئة وتأثيراتها المناخية الضارة, لكن علينا ان نكون حذرين للغاية في كيفية القيام بذلك وفقاً لما يتعلق بنظم إدارة المخاطر المستدامة المتبعة أيكولوجياً.