في كل عام هناك طقوس رمضانية وعادات اجتماعية خاصة يعيشها اهالي قرية المبنى بمركز قنا التابع لمحافظة محايل عسير، فيجتمع اهالي القرية في مكان مخصص لتناول وجبة افطار جماعية وبعد صلاة التراويح هناك مركاز للحديث والمسامرة وتناول القهوة والشاي ولعب الورقة أو الكيرم أو غيرها من العاب التسلية، بالإضافة إلى عادة الزيارات العائلية للجيران وغيرها من العادات المرتبطة بروحانية الشهر الكريم
تميز أهالي قرية المبنى بالبساطة والمرح والبشاشة واما عن الكرم فحدّث ولاحرح قرية المبنى عُرفت في الماضي بالمركز حتى كاد ينسى البعض كلمة ( المبنى ) ويعود السبب إلى كونها مجمع حكومي في الماضي حيث حوت كل الدوائر الحكومية آنذاك من إمارة ومحكمة وهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والزراعة والبريد وغيرها ..
وهي منارة العلم الأولى في قنـــــا فمنها انطلق التعليم بافتتاح أول مدرسة "ابي ايوب الأنصاري" وأول مدرسة لتحفيظ القرآن الكريم بقنا، والمعهد العلمي ومتوسطة وثانوية قنا، وظلت المبنى بأهلها مصدر الهام ثقافي متنوع فمن بيوتها تنتشر ثقافة كل جديد
في الأفراح والمناسبات فعندما تسمع كلمة ( طرب ) يتبادر إلى ذهنك قرية المبنى ومن زقاقها تفوح روائح البخور والعطور والفل والكادي والبرك والريحان، وقبيل الغروب توقد الموافي وتشمّ رائحة الخمير والخضير والدخن حيث الأكلات الشعبية الأصيلة تفوح من مطابخ القرية الحالمة وهي مصدر الحنيذ بلا منازع، وبها أسماء اقترنت بفن الطبخ والحنيذ في المناسبات والأفراح ..
والمبنى عرفت خبز التميس المعروف اليوم منذ القدم حيث وجد بها فرن الحطب والخباز ( حمود ) الذي كان يُقدم خبز التميس قبل اكثر من 45 سنة والذي لا يوجد إلا في قرية المبنى آن ذاك وبالجملة فقرية المبنى ايقونة الفن والتراث والأصالة بطيبة اهلها وتقارب قلوبهم كتقارب بيوتهم ..
البارحة أقيمت فعالية جميلة ( فعالية ليالي المبنى )ضمن مبادرة اجاويد في نسختها الثالثة والتي يرعاها سمو أمير منطقة عسير الأمير تركي بن طلال حفظه الله ..
كانت فعالية جسّد فيها ابناء قرية المبنى صورة التمازج والتناغم بين اصالة الماضي وجمال الحاضر واستلهم فيها الحضور رائحة الزمن الجميل وصور الماضي العتيقة التي ارتسمت على جدران البيوت وطرقات الحي ..
التقى الحضور وتبادلوا حديث الذكريات ورقص الأطفال فرحاً وبهجةً واستأنس الجميع بفعالية نجحت قبل أن تبدأ فتحية لأبناء المبنى صغاراً وكباراً وشيباً وشباباً ولقرية المبنى الموغلة في التراث والأصالة .