يجمع الخبراء أن معيار الكفاءة ضامن حقيقي للنجاح لدى مديري التجمعات الصحية والمؤسسات الأخرى، وكذلك على جميع المستويات المهني منها والشخصي الأمر الذي تؤكده الأدبيات من جهة، وصناع التنمية الإنسانية من جهة أخرى، ولهذا نجد المؤسسات التي التزمت بمعيار الكفاءة في الاختيار تقدمت ونمت بصورة كبيرة، وكان العائد عليها ازدهارا وقوة تتناسب مع قوة انتشار أصحاب التمكين في كل المؤسسات.
وعلى العكس من ذلك نجد المؤسسات التي تعاملت باستهانة مع الكفاءة، ووضعتها في مكان متأخر ترزح تحت مجموعة من عوامل الضعف المُنتج للفساد، والمعيق لكل نجاح وتقدم.
وهنا عندما نسلط المجاهر عالية الدقة في الكشف على بعض الجهات وبعض مديري التجمعات الصحية نكاد نفقد الثقة في سلامة عملياتها وقيادتها وفريق عملها، إذ تجد صفا من العاملين فيها يفتقد خبرة العمل الذي يؤديه، ولايملك من المؤهلات والخبرات سوى رضا شخص واحد يمثل قلمه صلاحية التكليف.
وعندما نتتبع ضامن الكفاءة لدى شركة الصحة القابضة نجد أنه من أﻫﻢ اﻟﻤﺒﺎدئ لديها وتحرص عليها الشركة ﻫﻲ ﻛﻔﺎءة مديري التجمعات وﺗﺤﻔﻴﺰﻫﻢ ﻋﻠﻰ اﻹﻧﺘﺎﺟﻴﺔ واﻷداء اﻟﻌﺎﻟﻲ اﻟﻤﺘﻤﻴﺰ، المبني ﻋﻠﻰ ﻣﻌﺎﻳﻴﺮ واﺿﺤﺔ ﻣﺮﺗﺒﻄﺔ ﺑﺄداء هذا المدير وﻣﺴﺎﻫﻤﺘﻪ ﻓﻲ ﺗﺤﻘﻴﻖ أﻫﺪاف اﻟﺸﺮﻛﺔ ﻣﺜﻠﻤﺎ ﻫﻮ ﻣﻄﺒﻖ ﻓﻲ أي ﺟﻬﺔ ﺗﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﺗﺤﻘﻴﻖ أﻫﺪاﻓﻬﺎ اﻻﺳﺘﺮاﺗﻴﺠﻴﺔ" لكن السؤال الذي (يرفص في صدري) ويطرح نفسه هنا هل الشركة الصحية القابضة ووزارة الصحة تقومان بتطبيق الشروط والضوابط في حالة اختيار مديري التجمعات الصحية؟ أم أنها مجرد حبر على ورق ولايتم تطبيقها وقت الاختيار؟
ومن هذا المنطلق نقول وبالله التوفيق لن تحقق وزارة الصحة والشركة الصحية القابضة أهدافها إلا إذا جعلت معيار الكفاءة في اختيار المديرين التنفيذيين لهذه التجمعات الصحية الذين يعملون على تطوير المنشآت الصحية، وجعل الباب المفتوح من أهم سياساتهم في العمل حتى يتسنى لهم اصلاح أي خلل وجد، فالدولة أيدها الله تسعى دائما إلى تطوير منضومة الصحة.
ومن وجهة نظري ونظر الجميع عندما يتم أختيار أي مدير لتجمع صحي ولكل المؤسسات أيضاً لابد أن يخضع لكل المقاييس والشروط والضوابط إذا أردنا التطوير، فاختيار مدير التجمع الصحي الذي ليس لديه الخبرة الكافية، والصِّفات الجيِّدة، والفنُّ والتَّعامل مع المراجعين، على اختلاف أفكارهم وعقولهم، من المؤكد قد يؤدي بالتجمع الصحي إلى التراجع والهاوية وإلى عدم التطوير الذي تطمح به قيادتنا الرشيدة حفظها الله، ووزارة الصحة.
فمدير التجمع الصحي أو أي مؤسسة أخرى عندما يجد نفسه بالصُّدفة في هذا المنصب وهو لم يستعد لذلك، ولم يتوقَّع الوصول إليه، ولكنَّها الأقدار هي التي أوصلته إلى هذا المكان، وربما عامل إن وأخواتها فمن المؤكد سوف يتخبَّط ويكون (مدعفش) في عمله والسبب لأنَّه لا يملك مقوِّمات المدير النَّاجح، ولم يتم اختبار قدراته، قبل أنْ يتم وضعه في هذا الموقع الهام.
فمشكلتنا أنَّ اختيار المدير في الغالب لا يخضع لمعايير ومقاييس محدَّدة، فاختياره ربما قد جاء بناءً على معرفته بفلان وعلان، أو أن له قريب يعمل في مكان هام كما يتداوله أطياف المجتمع، مع أنه لا يمتلك مواصفات القيادة لجعله مديراً وأصبح هذا المنصب الذي يتربع كرسيه أكبر من قدراته وإمكانيَّاته المتواضعة. فالإدارةُ فنٌّ، وتعاملٌ، وخبراتٌ متراكمةٌ، ونجاحاتٌ سابقةٌ، وهذه لاتتحقق إلا في من يكون متميزاً ويمتلك المواصفات والقدرات المتميزة فيكون سهلاً ومرناً مع المراجعين، ومع الموظَّفين، ويسعى إلى تطوير المنظومة على الواقع، وبعيدا عن التعالي والغرور.
عكسه المدير التنفيذي للتجمع الذي لا يهمُّه خدمة النَّاس، ولا تطوير العمل، فيكون همَّه الوحيد أن يصبح ويبقى مديرًا فقطْ؛ ومقدار الراتب الضخم الذي يتقاضاه نهاية كل شهرإضافة إلى البدلات والمميزات فيزداد الغرور والتَّعالي على النَّاس، وتضيع معه حقوق الموظَّفين والمراجعين؛ ويزداد معه (أنين) المرضى لأنَّه أصبح معقَّدًا ، فهو في مكان ليس مكانه.
وفي الختام نقول لأصحاب القرار في وزارة الصحة وعلى رأسهم معالي وزير الصحة هل حان الوقت ليتم اختيار أصحاب الكفاءات الذين يسعون إلى التطوير والتحليق بالتجمعات الصحية إلى عنان السماء.
ودمتم سالمين