أيها المستتر بين الشك واليقين، بين الخوف والرجاء ، بين كل سينٍ وجيم ، هل مازلت مستعدا للجمال والحب والعطاء بدون شروط.
هل مازلت مستعداً لتتلو مزاميرك التي لايشبهها شيء في الكوكب الموبوء بكل شيء، هلم لنستعيد الطهر والنقاء، لنستعيد تلك الصفحة البيضاء...
وهل مازال قلبك يتلفت عند الغياب، ليستفيق قبل أن تذوب الفرصة في شفق السراب، وقبل أن يعود الحلم لعالم الغيب مهزوم الجواب..
وهل مازال وجيف الدم في عروقك بكل الجمال ينثال، لتنْبُت الحياة في الأرواح المجدبة من وراء السنين، وليرقص القلب، حاسرا، حرا، طليقا من كل موبقات الوقت والأوهام..
هل مازال ذاك الشيء الذي يسري بين روحين يتلو وعد الجنة لكل المحبين الذين أصابهم القرح ذات مساء حزين، ودمعٍ سخين...
هل مازلت تأبه لليالي المواسم المطيرة، لتأخذ ليلاك، وتعرجا للسماء حورية وملاكاً بلاخطايا السفوح والطين..
هل مازال حنينك لتلك الخارطة، لذلك التاريخ، لتلك الحياة، ال تُسمى وطناً يغمرك بالجميل وَبالجمال، لينطلق الطهر في الأجواء سماويا المزاج، علوي النداء.
وهل، وهل، وهل.
ها أنا أخبرك أننا تراجعنا كثيرا كثيرا وأصبح وأمسى كل شيء قيراطين من حظ، نصرِّفهما واحداً لليل والآخر للنهار، ها نحن نمسي مع تلك الذات التي تشظت أشتاتا وغاب الشاعر فيها وقطعنا اليد التي ترسم العالم حتى غدا بلا ألوان، هل تعلم معنى أن يكون العالم بلا ألوان، يعني ذلك ببساطة أن أرواحنا ذهبت لأماكن كثيرة ليس من بينها تلك الأجساد التي تحتوينا..
هلم هلم لنستعيد الطهر والنقاء ، لنستعيد تلك الصفحة البيضاء.