الكاتب الدكتور : احمد الشحي
الفرص والتحديات واقع مستقبلي
في ظل التسارع العالمي في تبني الذكاء الاصطناعي، تتجه الحكومات إلى رفع كفاءة أنظمتها الذكية وتعزيز البنية التحتية الرقمية، مما يساهم في تطوير القطاعات الحيوية، وعلى رأسها القطاع العقاري. هذا القطاع يتطلب إطلاق سياسات مرنة ومبتكرة تتماشى مع التغيرات التكنولوجية والتحديات العالمية لضمان استدامته وتحقيق أقصى استفادة من التقنيات الحديثة.
اولا: أبرز التحديات في الاستثمار في العقارات الذكية :
١- المخاطر الاستثمارية في حالات عدم اليقين قد يواجه المستثمرون تحديات متعلقة بعدم وضوح عوائد الاستثمار في العقارات الرقمية والمباني الذكية خاصة في الدول التي لم تعتمد بعد على تقنيات الذكاء الاصطناعي في هذا المجال مما قد يؤثر على الاستثمار فيه او الدخول في هذا المجال الجديد على القطاع.
٢- التحول التشريعي وهي الحاجة الماسة إلى تطوير إطارات قانونية وتنظيمية تواكب متطلبات المرحلة والمستقبل وتتماشى مع متطلبات العقارات الذكية لضمان حماية المستثمرين وحقوق الملاك والمستأجرين وهذا امر ضروري للمرحلة المقبلة.
٣- التكاليف الباهظة للتحول حيث تحتاج المباني الذكية إلى استثمارات ضخمة في التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي مما قد يشكل عقبة أمام بعض المستثمرين في الخوض في هذا المجال.
ثانيا : التحول إلى الذكاء الاصطناعي في القطاع العقاري يحتاج إلى بنية تحتية متطورة ومحدثة باستمرار تواكب التغيرات العالمية في هذا المجال :
١- فنجاح العقارات الذكية يحتاج إلى توفير أنظمة رقمية متقدمة تعتمد على إنترنت الأشياء (IoT)، والذكاء الاصطناعي (AI)، وتحليل البيانات الضخمة (Big Data) وهذه بنية تحتية تحتاج إلى موازنات ضخمة .
٢- تواجه بعض الدول من نقص في البنية التحتية التقنية وقواعد البيانات الغير نظيفة وغير محدثة ، مما يجعل تنفيذ حلول التحول الرقمي أكثر صعوبة لتلك الدول وهذا يتطلب التركيز على مراجعة وتدقيق وتنقيح قواعد البيانات واستخراج الشوائب منها لكي تتمكن من تحقيق التكامل والترابط بين البيانات وتحقيق ذلك يتطلب جهود كبيرة من الجهات المعنية.
ثالثا : التحديات الأمنية وحماية قواعد البيانات اصبح ضرورة قصوى وأكبر مما كان عليه في السابق :
١- فالتهديدات السيبرانية المستمره من قبل بعض الهكر العالميين يتطلب وعي وبرامج محدثة تتماشى وتواكب كافة المعطيات فما يصلح للامس لا يصلح اليوم.
٢- مع ازدياد استخدام التكنولوجيا في العقارات الذكية، تصبح المباني أهدافًا محتملة للهجمات الإلكترونية، مثل اختراق أنظمة إدارة المباني أو تعطيل الخدمات الذكية وغيرها.
٣- أنظمة التحكم الذكية قد تكون عرضة لهجمات تؤثر على الكهرباء، الأمن، وإمكانية الوصول إلى البيانات الحيوية وهذا يتطلب تحديث مستمر للبرامج التي تكشف الاختراقات.
٤- الايدي العاملة يجب ان تكون موثوقة ولديها الانتماء والولاء للمؤسسات والدول التي تعمل بها فان اخطر شي على الأنظمة الايدي العاملة ومن يمتلك البيانات وإدارتها والتحكم فيها.
رابعا : حماية بيانات الملاك والمستأجرين ضرورية للجهات التي تدير قواعد البيانات :
١- ان العقارات الذكية تتطلب تخزين وتحليل بيانات حساسة، بما في ذلك بيانات الملاك والمستأجرين، والمستثمرين وحقوقهم ، مما يستوجب تطوير أنظمة حماية إلكترونية قوية تكون محدثة باستمرار.
٢- ان اي جهه تعمل في هذا المجال تتطلب الامتثال للمعايير الدولية في الأمن السيبراني، مثل GDPR وISO 27001، وغيرها وهو أمر بالغ الأهمية لضمان حماية الخصوصية وتخفيض المخاطر التي يجب ان تكون محصورة ومحدثة باستمرارا بالاضافة الى وجود سيناريوهات لاختبار كفائتها في حالات المخاطر حسب نوع الخطر وكيفية التعامل معه.
خامسا : مستقبل العقارات الذكية :
لمواجهة هذه التحديات والمعوقات على الجهات المعنية في كافة القطاعات التكاثف من اجل :
١- تطوير سياسات تحفيزية تساهم في جذب المستثمرين وتشجيعهم إلى سوق العقارات الذكية بحيث تكون السياسات مرنة ومتغيرة تتماشى مع كل ما هو جديد في هذا القطاع.
٢- تعزيز وتطوير البنية التحتية الرقمية عبر توفير شبكات إنترنت فائقة السرعة وأنظمة ذكية لإدارة العقارات مع تمكين الكفاءات الوطنية في التعامل معها لضمان سريتها وأمنها.
٣- العمل على اعتماد حلول أمنية متطورة لضمان حماية البيانات والتصدي للهجمات السيبرانية مع التحديث المستمر للتكنولوجيا الرقمية المعنية بذلك.
في الختام موضوع القطاع موضوع حيوي وهام وتطلب تكاثف الجهود للعمل على وضع استراتيجيات تمكن هذا القطاع من تحقيقها وتكاملها مع اهمية تمكين القطاع العقاري في الاستفادة القصوى من التحول الرقمي وتعزيز كفاءة واستدامة المدن الذكية والتي هي محور المستقبل القريب.
ان موضوع التحول الرقمي في القطاع العقاري موضوع حيوي ويعتبر عصب الاقتصادات لبعض الدول لذى يجب على القائمين عليك دراسة الفرص والتحديات ووضع سيناريوهات تتماشى مع التغيرات والتطورات العالمية.