الكاتبة : هويدا المرشود
من لا يعرف الرياض، قد يظنها تفتح أبوابها ترحيبًا، أما من عرفها، فيدرك أنها تفتح الأبواب لتُعيد ترتيب الطاولة، هنا لا يأتي من يسعى إلى الضوء، بل من يشعله.
جاء من منح الذكاء عقلًا، وجاء من دفع بالمستحيل إلى المريخ، وجاء من لا يُصافح إلا إذا تحوّل اللقاء إلى لحظة تاريخ.
وكأن التاريخ يعيد نفسه، فمنذ اللقاء التاريخي في فبراير 1945 على متن البارجة الأمريكية "كوينسي" بين الملك المؤسس عبدالعزيز آل سعود والرئيس الأمريكي فرانكلين روزفلت، والذي أرسى دعائم شراكة استراتيجية متينة امتدت لأكثر من ثمانية عقود، ها هي الرياض اليوم تستقبل قادة وصناع قرار عالميين.
إيلون ماسك، سام ألتمان، دونالد ترمب لكن جميعهم وجّهوا أنظارهم نحو واحد: سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان.
اسمٌ لا تُبنى حوله التوقّعات، بل تُعيد الأمم النظر في خرائطها حين يُذكر.
في مطار العاصمة، لم تكن يد ترمب ترتفع تحيّةً عابرة، بل قبضة رجلٍ أدرك أن من أمامه ليس مجرد مستقبل يصنع، بل إرث تاريخي لشراكة راسخة يستمر ويتجدد.
فتلك المصافحة تحمل في طياتها أصداء لقاءات قادة البلدين على مر العقود الثمانية الماضية.
في عنقه ربطة بلون اللافندر، لم تكن زينة، بل توقيعًا صامتًا على اعترافٍ بمقام، تمامًا كما كانت اللقاءات السابقة علامات فارقة في مسيرة هذه الشراكة الممتدة.
وأما القهوة؟
فليست مشروبًا، بل ختمًا لا يُقدَّم إلا لمن دخل من الباب الكبير، تعبيرًا عن التقدير والاحترام الذي لطالما حظي به شركاء المملكة الكبار على مدى هذه العقود، الرياض تُملي، والعالم يُدوّن.
ليست قمة، بل لحظة ترسيخ لعاصمةٍ تُعاد أمامها الحسابات، عاصمة لطالما كانت محطّة للقادة والزعماء، وشاهدة على تطور ونمو هذه الشراكة الاستراتيجية عبر ثمانية عقود.
من يُحرّكون العالم.. أتوا لمن يكتب مستقبل شراكة تمتد جذورها عميقًا في التاريخ.