الكاتب : فهد البلادي
حين وصلت طائرة الرئيس الأمريكي إلى أرض المملكة، لم تكن مجرد زيارة رسمية أخرى ضمن أجندة سياسية مزدحمة، بل كانت مشهدًا من مشاهد التاريخ، ورسالة صامتة لكن مدوية: السعودية لم تعد “دولة مهمة”، فقط بل أصبحت “الدولة الأكثر اهمية ”.
نحن جيل شاهد السعودية وهي تصنع مكانتها خطوة بخطوة، خطوات مثقلة وخطوات بطيئة وخطوات سريعة ، ولكنها جميعا خطوات واثقة ، واليوم نراها تستقبل أكبر زعيم في العالم ومعه وفد ضخم يضم مسؤولين من كل القطاعات، ورؤساء تنفيذيين من اكبر الشركات ، وكأن أمريكا جاءت بكامل ثقلها لتقول: نحن نحتاج السعودية. وهذا ليس تعبيرًا مجازيًا، بل حقيقة تُرى في مشاهد الاستقبال، في لغة العيون، وفي أجندة الاجتماعات.
لست وحدي من شعر بذلك، او استمتع بجمال اللحظة ، بل أنا على يقين أن كل شاب عربي من المحيط إلى الخليج كان يراقب هذه الزيارة. التي لم تكن مجرد مناسبة محلية، بل لحظة فخر لكل عربي يرى في السعودية اليوم نموذجًا للنهضة والقيادة الحقيقية. كنا نترقبها منذ الإعلان عنها، ننتظرها بشغف، وها هي تأتي أجمل واثقل مما كنا نتصور.
الوفد الأمريكي لم يأتِ للسياحة ولا للبروتوكول، بل جاء لأنه يدرك أن السعودية اليوم هي نقطة ارتكاز في عالم يتغيّر، وهي الدولة التي تملك مفاتيح استقرار الطاقة، وميزان السياسة، وأفق المستقبل. الحضور الأمريكي بهذا الحجم وبهذه الثقة هو في حد ذاته اعتراف صريح: أن السعودية أصبحت لاعبًا لا يمكن تجاوزه.
هذه الزيارة لم تكن مجرد لحظة سياسية، بل كانت لحظة وعي. وعي بمكانتنا نحن كعرب، وكمسلمين، وكسعوديين.
الصورة التي نقلتها لنا هذه الزيارة لم تكن صورة قائد يستقبل ضيفًا، بل كانت صورة دولة ( تمثل امة ) تستقبل العالم بثقة، وقوة، وثبات.
نجاحنا اليوم متمثل في هذا المشهد. في أن نرى السعودية وهي تقود، وتُحترم، ويؤتى اليها ولا تأتي باعتبارها دولة قرار، لا دولة رد فعل. وهذه النتيجة جاءت من رؤية واضحة، وعمل شاق، وقيادة آمنت أن هذه الأرض وشعبها يستحقون أن يكونوا في القمة.
السعودية اليوم لا تمثل نفسها فقط، بل تمثلنا جميعًا. وصعودها هو صعود لأحلامنا، وكرامتنا، وهويتنا.
شكرا لامريكا.. شكرا لترامب هذه الزيارة لم تُشبع فضولنا فقط، بل أضاءت لنا مرآة كنا نحتاجها لنرى أنفسنا من خلالها: نحن كعرب، وكأمة إسلامية، وكشباب سعودي بالذات.
رأينا مكانتنا الحقيقية، وشاهدنا بعين الواقع ما كنّا نشعر به في داخلنا: أن السعودية صارت اليوم في صدارة القرار، وفي قلب المشهد العالمي، لا تنتظر الإشادة، بل تُفرض احترامها بإنجازها، وبحكمة قيادتها، وبثقة لا تُستعار بل تُكتسب.
إنه نجاح سعودي خالص، لكنه في جوهره فخر لكل عربي، ولكل مسلم. لأن ما تمثله السعودية اليوم هو ما كنا ننتظره منذ عقود: قوة عربية تفرض نفسها ليس بالكلام، بل بالفعل.
التعليقات 1
1 pings
ناصر عليثه المحياوي
20/05/2025 في 9:49 م[3] رابط التعليق
بارك الله فيك أخي الكاتب الرائع الأستاذ فهد البلادي أبدعت وأمتعت وبوصفك للحدث أشبعت وفي حديثك عن مسيرة السياسة والنهضة والنماء والعطاء لهذا الوطن الطاهر المبارك أقنعت . حقاً جميل مادونته أناملك الذهبية في سطور هذا المقال ومايحمله من محبةٍ ووفاء وولاء بين الشعب والقيادة ومن فخر واعتزاز بما قام ويقوم به عراب الرؤية المبارك الشاب الملهم سيدي صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد ورئيس مجلس الوزراء الذي أصبح محط أنظار العالم وأصبحت أكبر الدول بالعالم تخطب وده وتسعى إلى التقرب منه والكل يحلم أن يكسبه كشريك استراتيجي للنهوض ببلادة وازدهارها وبكل تأكيد كل أبناء وبنات المملكة العربية السعودية يفخرون بهذا القائد العظيم الذي جعل دولتهم في مقدمة دول العالم نسأل الله جل في علاه أن يديم على بلادنا الأمن والاستقرار والرخاء والتقدم والازدهار وان يحفظ خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان وولي عهدة الأمين
أخوك :
ناصر بن عليثه المحياوي الجهني