الكاتب: فهد البلادي
في المدينة المنورة، حيث طاف الحنين، واستقرت الرسالة، ونزل الوحي، نشأ اسمٌ ليس كغيره من الأسماء، اسمٌ ترتجف له القلوب حبًا وإجلالًا اسم: ( الأنصار ) اسم لطائفة عظيمة نصرة النبي وخلدها القران والتاريخ ولا ابالغ ان قلت انه لم يبق اثر ملموس يحمل اسم هذه الطائفة اكثر من ذلك النادي الذي يقع في الشمال الغربي من المدينة المنورة بجوار مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف "نادي الانصار" ( والذين تبوأوا الدار والايمان من قبلهم يحبون من هاجر اليهم .. ).
نادي الأنصار الرياضي، الذي تأسس على أرض طيبة، ليس مؤسسة رياضية ضمن منظومة الأندية السعودية فقط ، بل هو هوية المدينة، او احدى اهم هوياتها ، لا يجتزا ولا ينفصل عن المدينة كجغرافيا ولا عن الانصار كتاريخ ، ولا عن اهلها كوجدان.
"الأنصار" ليس اسما عابرًا، ولا هوية رياضية فقط ، بل هو اعادة للتاريخ وتذكير بطائفة جعلت نصرة خير الخلق اسما لها وتخلت عن جميع اسمائها السابقة ، وجاء الدور لاهل المدينة ومحبي هذا الاسم من دعمه واعادة توهجه و ( نصرته ) لتكون له الريادة الرياضية والثقافية التي تليق به .
اللون الأخضر.. رمزية وليست عفوية
يحمل نادي الأنصار اللون الأخضر شعارًا، وهو ليس مجرد لون اختير ارتجالا ، بل هو اللون الذي يتوشّح به المسجد النبوي الشريف، لون قبة النبي ﷺ، لون الطمأنينة والإيمان، والهوية التي تميز المدينة المنورة عن سائر بقاع الأرض.
حين يدخل لاعبو الأنصار إلى أرض الملعب بقميصهم الأخضر، فهم لا يرفعون فقط راية فريق، بل يمثلون تاريخ المدينة وروحها، ويجسدون ارتباط الرياضة بالإرث الثقافي لسكان هذه المدينة المباركة .
مرحلة جديدة.. وطموحات أكبر
وقد شهد النادي مؤخرًا تحولًا مهمًا، بعد أن استحوذت عليه إدارة جديدة تسعى إلى إحداث نقلة نوعية في الأداء الإداري والرياضي، وإعادة نادي الأنصار إلى المكانة التي يستحقها على الصعيد المحلي والإقليمي.
هذا الاستحواذ ليس مجرد صفقة، بل هو بداية مرحلة تحمل كثيرًا من الأمل والتحدي، وتفتح الباب أمام أبناء المدينة وأبناء الوطن كافة، بل وأبناء الأمة الإسلامية، لدعم نادٍ يحمل اسمًا بحجم "الأنصار".
دعوة صادقة للدعم والمساندة
ان مافعلته حكومة سيدي خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الامين الامير الشاب الملهم محمد بن سلمان ، من فتح باب الاستثمار الرياضي ، ودعوته المستثمرين للدخول في هذا المجال ، ثم طرحهم لنادي الانصار ليكون من اوائل الاندية التي تطرح للاستثمار ، يعبر عن شعور حقيقي لدى المسئولين باهمية النادي ومايمثله للرياضة السعودية بشكل عام ولرياضة المدينة وسكانها بشكل خاص ، فعظمة الاسم ومكانة المدينة واهلها لا تتناسب مع حال النادي في الاعوام الاخيرة ، وقد وضعت القيادة الرشيدة الكرة في ملعب الجميع وفي ملعب اهل المدينة خاصة للنهوض بهذا النادي وبما يمثله للمكانة التي تليق به .
شركة abasco وعبء التحدي القادم
لم تتوانى شركة abasco , بقيادة ابن المدينة وعاشق كل ماينتمي لها ( الشيخ الوالد عودة بن مبارك البلادي ) والتي مقرها المدينة المنورة للاستجابة لنداء القيادة واستغلال الفرصة بالامكانات المتاحة لها ، لتعبر اولا عن موقفها واستجابتها للرؤية الطموحة للقيادة الرشيدة ، ثم لتعبر عن رغبتها بالنهوض بهذا النادي العظيم ليصل للمكانة التي يستحقها بين اندية الوطن .
إن نادي الأنصار يستحق أن يكون مشروعًا وطنيًا إيمانيًا، ومؤسسة رياضية ثقافية تعكس عظمة المدينة المنورة، وتترجم قيم الأنصار من إيثار، وكرم، ونصرة، إلى إنجازات ملموسة داخل وخارج الملاعب.
ومن هنا، فإن الدعوة مفتوحة لكل الجهات، من القطاعين الحكومي والخاص، ولكل رجال الأعمال، ولكل محبٍ للمدينة وتاريخها، أن يجعل من دعم نادي الأنصار أولوية في مشروعه المجتمعي ، والا تفوت هذه الفرصة العظيمة لاعادة نادي الانصار للواجهة وللمكانة التي تليق به.
نادي الأنصار ليس مجرد نادٍ رياضي، بل هو شرفٌ ومسؤولية، وهويةٌ تستحق أن تُصان وتُرفَع.
تذكروا ذلك جيدا يا اهل المدينة ، ويا محبي " الانصار"


