الكاتبة : فوز الرحيلي
تستعد هونج كونج لاحتضان النسخة الثانية عشرة من كأس السوبر السعودي خلال الفترة من 19 إلى 23 أغسطس 2025، على ملعب “هونج كونج ستاديوم” الذي يتسع لأكثر من 40 ألف متفرج.
ورغم أنها ليست المرة الأولى التي يُنقل فيها السوبر السعودي إلى خارج المملكة، إلا أن تنظيمه في هذا التوقيت خارج الحدود يعكس تحولًا استراتيجيًا عميقًا في مسار كرة القدم السعودية نحو الحضور الدولي والانفتاح العالمي.
نقل البطولة إلى الخارج لا يُعد مجرد قرار تنظيمي، بل هو جزء من رؤية استراتيجية تهدف إلى ترسيخ الهوية العالمية للدوري السعودي، وتعزيز تواصله مع جماهيره في آسيا ومختلف أنحاء العالم.
كما تمثل البطولة فرصة مثالية لإبراز العلامة التجارية للدوري السعودي، واستقطاب رعاة جدد، وترويج المملكة كوجهة رياضية وثقافية وسياحية واقتصادية.
المشاركون في السوبر: طموحات تتقاطع مع التحديات
الاتحاد
يخوض البطولة بصفته بطلًا للدوري والكأس، وسط حالة من الاستقرار الفني وتوفر عناصر ذات خبرة عالية. الفريق يبدو في أتم جاهزيته من حيث اللياقة والتكتيك، ما يجعله منافسًا قويًا على اللقب.
النصر
يأتي إلى البطولة بطموح واضح لبداية قوية في الموسم الجديد، مدعومًا بأسماء عالمية يتقدمها كريستيانو رونالدو.
أظهر الفريق جاهزية بدنية وذهنية عالية خلال معسكره الأوروبي، ومع جماهيريته الجارفة وحضوره الإعلامي الكبير، يُعد النصر ركيزة جماهيرية وإعلامية تسهم في نجاح البطولة.
الأهلي
رغم مشاركته كبديل للهلال المنسحب، إلا أن الأهلي يدخل السوبر بمشروع فني جديد بقيادة ألمانية، وسط مرحلة متقدمة من إعادة البناء يرى الفريق في هذه المشاركة فرصة مثالية للعودة إلى الواجهة واستعادة أمجاده المفقودة.
القادسية
وصيف كأس الملك يدخل البطولة دون ضغوط، ما يمنحه ميزة تنافسية هادئة. يعتمد الفريق على الانضباط والروح القتالية، ويأمل في قلب المعطيات وتحقيق مفاجأة.
إما بالنسبة لنادي الهلال فقد أثار قرار انسحابة من البطولة جدلًا واسعًا، خاصة مع تبرير الإدارة بأن البطولة جاءت في توقيت يتزامن مع إجازة اللاعبين ورغم هذا التبرير، يطرح الشارع الرياضي تساؤلات قانونية بشأن مدى انطباق لوائح العقوبات على الهلال، وهل يعتبر ما جرى انسحابًا رسميًا يترتب عليه جزاءات وفق النظام المعتمد؟ القضية لا تزال مفتوحة أمام النقاش القانوني والإعلامي.
خلاصة المشهد:
كأس السوبر السعودي في هونج كونج ليست مجرد بطولة تُنقل إلى الخارج، بل تمثل رسالة واضحة بأن كرة القدم السعودية تعيش لحظة تحول تاريخية.
ورغم انسحاب الهلال، تحتفظ البطولة بزخمها الفني والإعلامي بفضل مشاركة فرق كبرى كالنصر والاتحاد.
إنها تجربة تؤكد قدرة المملكة على تصدير كرة القدم كقوة ناعمة، وتحقيق توازن ذكي بين النجاح المحلي والانفتاح العالمي.


