العبدُ مَيْتٌ والحَيَاةُ غُرورُ
والكُلُّ ماضٍ أَهلُها وَالدُّورُ
والمَرءُ مهما عاشَ يُدرِكُهُ الرَّدَى
وتظلُّ تُطوَى في الأنامِ سُطورُ
والمَوتُ يأتي الفاضِلِينَ بِسَكرةٍ
حَقٌّ يُلَمْلِمُ أُمَّةً ويَزُورُ
ما أَحقَرَ الدُّنيا، وَ أَقصَرَ وَقتَها
تُطوَى سَرِيعًا، والفَنَاءُ يَدُورُ
إِنَّ الرَّحيلَ حَقِيقَةٌ وَعَّاظَةٌ
دَارُ المَنَايَا، والجَمِيعُ حُضُورُ
مَاتَ التَّقِيُّ، مَكَارِمًا وفضائلاً
والنُّبلُ يَكسُو فِعلَهُ وَيُنِيرُ
كَمْ مِنْ فَقِيرٍ حَاطَهُ بِسَخَائِهِ
وَعَطَاؤُهُ فِي المَكرُمَاتِ بُحُورُ
هُوَ عَالِمٌ بِالشَّرعِ طَابَ مَسِيرُهُ
يَقْضِي القَضَاءَ بِعَدلِهِ، وَصَبُورُ
بَذَلَ القَضَاءَ تَفَانِيًا فِي حُكمِهِ
شَهِدَتْ لَهُ الأَحكَامُ وَالجُمهُورُ
وحَوَى العُلومَ طِباعةً بِعَطَائِهِ
مِنْ مَالِهِ.. وفؤادُهُ مَسرورُ
فَلَأَحْمَدٌ بالجُوْدِ صرحٌ شامخٌ
بُنِيَتْ لَهُ نحوَ القلوبِ جُسُورُ
فِي أَوجُهِ الخَيراتِ أَحيَا دَربَهُ
يُعطِي العَطاءَ وفِعلُهُ مَبرورُ
ضَمَدٌ هَوَتْ بِوَفَاتِهِ أَركانُهَا
وَتَكَسَّرَ المِصْبَاحُ وَالتَّنوِيرُ
وتَلَحَّفَتْ دَارُ المَعَافَا حُزنَهَا
سَادَ الظَّلَامُ، وبالسَّمَا دِيجُورُ
يا غائبًا والمكرماتُ جَميعُها
تَبكِي عليكَ، وبالخُطوبِ تَغُورُ
مَا مِتَّ، يَا نَجمَ العَطاءِ، فَإِنَّمَا
فِي القَلبِ نَجمُكَ ظَافِرٌ وَبَشِيرُ
جَازَانُ تُحكِي صُبحَها وَمسَاءَها
مَاتَ الكَرِيمُ الفَاضِلُ المَبْرُورُ
قَدْ جِئتُ يَومًا أستَنِيرُ بِعِلمِهِ
فَأفَادَنِي بِالنُّصحِ وَهوَ يُشِيرُ
وأنارَ ليْ رَأيي بِكُلِّ تَعَقُّلٍ
وهو الحكيمُ ومَن بِذاكَ جَدِيرُ
فَبِأَحْمَدٍ اِبنِ البَشِيرِ تَعَطَّرَتْ
أَجْوَاؤُنَا، وأفاضَ فَينا النورُ
وَاليَومَ سَارَ إِلَى الإِلَهِ بِمَوتِهِ
صَفَحَاتُهُ طِيبُ الخِصَالِ زُهُورُ
فَعَلَيهِ رَحمَةُ رَبِّنا يُكسَى بِهَا
أَجرًا، وفي رَوضِ النَّعيمِ يَطِيرُ
وَبِجَنَّةِ الفِردَوسِ يُكرَمُ خَالِدًا
بِسَعَادَةٍ أَبَدِيَّةٍ وَسُرُورُ
يا ربِّ.. خالي أحمدُ بنُ بشيرِ قد
وافاكَ ضيفًا والفؤادُ فقيرُ
فاكرِمْ ضِيافَتَهُ فأنتَ رجاؤنا
وارحمْهُ واغفِرْ، لا سِواكَ غَفورُ
أَبدِلْهُ أَهلاً طِيِّبِينَ وجِيْرَةً
ومنازِلاً فيها العطاءُ كثيرُ



