ليس هناك أشد قسوةً وألماً على الشخص، مِن أن يسمع نبأ وفاة شيخ جليل له في قلوب الجميع مكانه خاصة، فقد رحل عنا فضيلة الشيخ أحمد بن محمد بشير معافا قاضي التميز سابقًا يوم الثلاثاء الماضي ولن نراه مرة ثانية، وهذا هو حال الدنيا، وكلنا راحلون، ففي مواعيد القدر ومشيئة الله لا نملك سوى أن نرفع الأكف إلى السماء لندعو لمن اختاره الباري ليكون إلى جواره.
وهنا ماذا عساني أن أقول في سطور بسيطة محاولًا أن أرضى بهذه الكلمات ضميري تجاه شيخ جليل وصاحب أيادي بيضاء، فكل كلمات الرثاء صعبة، وكل كلمات النعي متحجرة، ومن الصعب أن ينعى شيخ جليلاً وعزيزًا، ومن المؤلم جدًا، أن يجد المرء نفسه يسكب الدموع أو الكلمات لترثي قلبًا بحجم قلب وطيبة ونقاء وإخلاص الشيخ أحمد بن محمد بشير معافا.
إنني شخصيًا، لا أجد كلمات توفي فقيد "آل المعافا " وكل أهالي محافظة ضمد بل وكل منطقة جازان حقه من التكريم الذي يجدر أن يليق به ميتاً، حيثُ أوجد بغيابه، هذا الحزن الذي يشع في الوجوه، فقد رأيت في عيون أهله وأهالي محافظة ضمد وكل محبيه من كل مكان صغيرهم وكبيرهم فالدموع تكاد تتحجر في عيونهم من الأسى والحزن على رحيله أثناء مواراته إلى مثواه الأخير لكن لا راد لقضاء الله وقدره إلا أنّه سيظل الأقسى والأفجَع والأشد ألماً على النفس. لأنه الحقيقة الوحيدة في الحياة والأقسي وجعًا على النفس، مع ايماننا أننا لا نبكي الميت، على ذهابه عنا ولكن لبقائنا بدونه، نعم بقائنا بدون علم من أعلام ضمد ومنطقة جازان الذين فُجعوا برحيله فبرحيله ترك القلوب تبكيه قبل العيون.
"فبرحيل الشيخ أحمد بن محمد بشير معافا رحمه الله طويت صفحة من صفحات النبل والتواضع والكرم والصفاء والنقا والسموّ الإنساني"
رحل الشيخ الهادئ الطبع، حيثُ ودعنا بهدوء وترك للجميع محبته وألم فقده
لقد رحل عنّا الشيخ وقاضي التميز سابقًا الصادق في تعامله، وصاحب الروح والابتسامة الجميلة، وصاحب السلوك البسيط والرجل الخدوم لأهالي محافظة ضمد وكل منطقة جازان، رحل عنوان الروح المرحة والبساطة، والسَّهل الذي لا يمكن تقليدُه أو مضاهاته،
رحل صاحب الإبتسامة التي لاتفارق محياه، رحل من كان حسن التعامل مع الآخرين، رحل صاحب الأيادي البيضاء وإصلاح ذات البين ومن كان كريم الخصال والسجايا، رحل من كان عنوانًا للتواضع.
رحل من كان له القبول بإذن الله، فقد شهد جنازته آلاف المصلين والتي اكتظت بهم جنبات جامع الشيخ يحيى عاكش بن أحمد عاكش بمحافظة ضمد.
رحمك الله يا شيخ أحمد بشير معافا كما إنني أناشد مَن هذا المنبر المسؤولين في منطقة جازان أن يخلدوا ذكرى الشيخ أحمد بشير وذلك من خلال تسمية إحدى المدارس أو أحد المراكز أو الطرق باسم فضيلته،
وفي الختام لا أملك إلا الدعاء، فيارب اسألك ان تغفر ذنبه وتقيل عثرته وأن تسكنه الفردوس الأعلى وتحشره مع الصديقين والنبيين والشهداء وحسن أولئك رفيقا.. اللهم آمين.
ودمتم سالمين



التعليقات 1
1 pings
احمد ربيع
16/08/2025 في 1:11 م[3] رابط التعليق
بارك الله فيك اخي العزيز خالد فما قلته عن الشيخ احمد رحمه الله غيض من فيض فجزاك الله خيرا والشيخ رحمه الله أياديه بيضاء على كل من عرفه واذكر انه كان من الداعمين للتعليم بمحافظة صبيا خاصة في مجال التبرع بالأراضي وفي هذا الجانب اذكر انه وفي احدى الأراضي التي تبرع بها لإحدى مدارس المحافظة وعندما بدأنا التنفيذ افاد مهندس المشروع ان الأرض غير كافية ونحتاج إلى زيادة فتواصلت معه رحمه الله ابلغه أننا بحاجة لزيادة في الأرض فلا اذكر انه رحمه الله سال كم الزيادة أو قال دعوني احضر لتحديد الزيادة أو سأرسل من يشرف على الأمر ولكنه وكعادته في كرمه ونبله قال بلغ المهندس يأخذ ما يحتاجه من الأرض ويضع حدود جديده. ولكن الكريم هذا طبعه والشيخ رحمه الله كان كريما متواضعا محبا لوطنه وولاة امره محبا لدرجة العشق لمنطقة جيزان بصفة عامة فرحم الله الشيخ احمد وخلفنا جميعا فيه خيرا.