حينما نظرُ إلى الواقع لبعضِ مديري المؤسسات وأبوابهم المغلقة في وجه من يردون مقابلتهم وبالأخص تلك الإداراتِ المرتبطةَ بشكل مباشر بخدمة المرضى الذين يئنون من أوجاعههم والمراجعين أوغيرها من المؤسسات في حالة ورود شكاوي لنقصِ خدمةٍ أوقصورٍ أوتأخير في البت في معاملات للشاكين لدى هذه الدائرة لإيجاد حل لها من قبل المسؤول في هذه الدائرة فإنه من المفترض على هذا المدير أن يتعامل مع كل الشكاوي التي ترد له بكل جدية ويقف عندها والتأكد من مدى صدق فحوى أي شكوى تصل له وذلك حسب توجيهات ولاة الأمر حفظهم الله.
وعندما ندققُ ونتأملُ في مثل هذه المشكلة فإنَّنا سوف نجدُ كل الأحداث المؤسفة والمخجلة من خلال ما نشاهده ونلاحظه وذلك من خلال مايرد لنا كإعلاميين من شكاوي لنشر معاناتهم وإيصال أصواتهم ومناشداتهم للمسؤولين عندما لم يجدوا أي حل لشكواهم إضافة إلى منعهم حتى من مقابلة مسؤول هذه الدائرة القابع خلف باب مكتبه المغلق في هذه المؤسسة.
وإذا وَجَدَتْ شكواهم صدىً واسعًا ، وتفاعل معها أمير المنطقة ،أو الوزير المسؤول عن هذه الدائرة فإننا نجدُ حضرة وسعادة هذا المدير القابع خلف باب مكتبه المغلق يبدأ بالرد على هذه الشكاوي عبر اسطوانته المشروخة والتي دائماً مانسمعها بأنَّ ما جاء في مجمل هذه الشكاوي غيرُ صحيح ، ثم يبدأ المكتب الإعلامي لهذا المدير يُلَمِّعُ في مدير المؤسسة وإدارته، أو أن هذا المدير تجده يبحث عن كبش فداء بحيث يرمي بكل ماهو حاصل؟
بل إننا نرى من خلال هذه الردود مايصيب الإنسان "ًبالدهشة”بعد النفي وسياقة الأعذار والمبررات المفبركة.. على أن هذا الإعلامي والكاتب كان الأجدرَ به أن يتأكدَ من الحقيقة والوقائع قبل نشر معاناة وأنين هذا الشاكي مع أن الإعلامي أوالكاتب لايقوم بنشر شيء إلا بعد التأكد من صحة شكوى الشاكي َالمدعمة بالأوراق والوقائع والأحداث والحقائق التي تكشف تقاعسَ هذا المدير وعدم إنصافه لهذا الشاكي أوالشاكين وعدم دخولهم عليه من خلال طلباتهم المتكررة لمقابلته.
كما نجد من خلال ردهم وكأنهم يرتدون عباءة الإيمان والتقوى مستشهدين فيها بالآية الكريمة “يأيها الذين أمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوماً بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين” مما يدل ويوضح للجميع أنه ، ومن خلال ردهم ،كل همهم وهدفهم تضليلُ الحقيقة والمعلومات والوقائع التي نُشِرَتْ المدعمة بالأدلة ليكونَ مصيرُها في النهاية : أن صاحب الشكوى وما تم نشره كذبٌ وعارٍ من الصحة ، وأن مديرهم العام مخلصُ وصادقٌ ، ويواصل ليله بنهاره لخدمة الوطن وقضاء حاجات المواطنين وباب مكتبه مفتوح مع أن هذاالمدير له باب في الخلف يدخل ويخرج إلى غرفة مكتبه ولايراه أحد من المرضى الذين يئنون من أوجاعهم والمراجعين أو الموظفين الذين يودون مقابلة هذا المدير المبجل.
وحين يسلط الوزير المسؤول عن هذا المدير “مجاهره" الدقيقة للكشف عن الحقيقة لوجد الأمرَ والواقعَ عكس رده وعلى خلافِ إفادته وذلك من خلال ماهو ملموس ومشاهد لعامة الناس ، ولوجد أيضاً أن هذا المدير قابع على كرسي مكتبه لايتزحزح من مكانه وباب مكتبه مقفل في وجه المرضى الذين يئنون من أوجاعهم بل والموظفين والمراجعين من المواطنين أيضا الذين يصطفون ربما طوابير ويودون مقابلته والاستماع لهم ، بل إنهم ، أيضًا لوجدوا ما يُشْعِلُ الرأسَ شَيْبَا من أعمال هذا المدير الذي يقضي يومه على هاتفه النقال ، وقراءة الأخبار في المواقع بل وحضور محاضرات دراسته إذا كان يدرس لنيل رسالة الماجستير أو الدكتوراه من الجامعات الخارجية.
ومن خلال مانشاهده وباب مكتبه المغلق نجدهذا المدير وكأنه قد جعل من منصبه فرصةً لاستعراض عضلاته والتحكم في المراجعين دون أي وازع ديني أو ضمير ؛ مما يؤكدُ أن أغلبَ شكاوي المواطنين تذهبُ أدراجَ الرياح التي يقوم بتسليمها له مدير مكتبه أوسكرتيره ولا يلتفت لها إلا بعد مايتم نشر معاناتهم في الإعلام حيث يظهر في هذا الوقت براعة متحدث المؤسسة التي يديرها هذا المدير في الرد ، وقدرته على قلب الحقائق وتزييف الوقائع ومقدرته أيضا على التلاعب بالألفاظ وَلَيِّ أعناق النصوص واللوائح والأنظمة من خلال مايكتبه في ردالمؤسسة، وينتهى في ردوده بنغمةٍ مدهونةٍ وملونةٍ ، وهي : “لو أن هذا الشاكي كلف نفسه وراجع المدير العام في مكتبه لَحُلّتْ مشكلته ، ولَم يكنْ هناك داعٍ للكتابة والنشر مع العلم أنه تمت مراجعته أكثر من مرة ، وتكون النتيجة دائمًا إما أنه غير موجود ،أو أنه في إجتماع أو في جولة ميدانية ، بل أن هذه الأعذار التي يطلقها هذا المتحدث أوسكرتيرمكتبه في رد متحدثهم لا تعدو كونها أعذارًا تبريرية لاأكثر . وهذا والله مخجل ومؤسفٌ أكثر.
ولااخفيكم قد أرسل لي موظف بشكوى -ذاتَ مرةٍ- يود مني الكتابة عنهاوهي رفض مديره من مقابلته ولم يستطيع مقابلته لأكثر من سبعة أشهر مما جعله يتقدم بشكوى لأمير منطقته حيث استطاع أن يقابل أمير المنطقة في أقل من 48ساعة. بالله عليكم هل هذا يُعْقلُ أن يرفض هذا المدير الذي جعلته الدولة أعزها الله في هذا المكان لخدمة المواطنين والمراجعين وحل مشاكلهم بأن يرفض وهو يعلم ويرى أن ولاة أمرنا وأمراء المناطق -حفظهم الله- يفتحون قلوبهم قبل أبوابهم ، ويرحبون بمقابلة المواطنين ويستمعون لهم ويحلون مشاكلهم وينصفون مظلمتهم، ويحاسبون كل من ثبت تقصيره تجاه أي مواطن ، فلماذا لا يقتدي بعض مديري المؤسسات بولاة أمرنا وأمراء المناطق حفظهم الله في مملكتنا الغالية.
وفي الوقت نفسه هناك مديري عموم لمؤسسات صحية وتعليمية وغيرها يستحقون منا أن نُهِيلَ على رؤوسهم سلات مليئة بالورود نظير مايقومون به تجاه المراجعين حيث أبواب مكاتبهم مفتوحة ويسعون في حل مشاكلهم بكل تفانٍ وإخلاص ، بل ويقفون ويشرفون على تقديم خدمات المواطنين مُعتبرين أن هذا جُلُّ واجبهم تجاه أي مواطنٍ كان أوموظف ، وقد رأيتُ ذلك بأم عيني وأنا أراجع عدة دوائر حكومية بل إنك تود لو تقوم من مكانك لتقبل جبين كل واحد منهم لفنِّهم في التعامل الراقي الذي يقومون به مع المراجعين ، فمثل هؤلاء المديرين نحن بحاجة لهم ؛ لأنهم يقودون المؤسسات التي يديرونها بكفاءة ويطورونها بحكمةٍ وفنٍ من أَجْلِ خدمة المواطنين . وقد صدق غازي القصيبي رحمه الله حين قال : "الإدارةُ فنٌ وتعاملٌ ، وليس أبواب مغلقة.
ودمتم سالمين