أيُّها القارئُ الكريم … ما دفعني إلى كتابة هذه السطور ليس نزوةَ فخرٍ عابرة ولا بحثًا عن مجدٍ مكتسب بل غيرةٌ على وطنٍ تأبى جبالهُ الانحناء ونفوسُ رجالهِ الانطفاء.
كتبتها بعد أن رأيتُ بعيني وسمعتُ بأذني بعضَ ما يُقالُ في بعض المطاراتِ والمجالسِ العامة من بعض الأشقاء في الدول المجاوره من العرب للأسف او من من يدعون العروبه فأصبحوا ينعقون بكلماتٍ تدل على جهلهم او حقدهم الدفين اقولها بصدق اصبح بعضهم ينطقُ بكلمات الجهلُ مغلفًا بالغرور ويخفي وراءها حقدًا دفينًا وغيرةً سوداء على هذا الشعب النبيل…
كلماتٌ يتلفّظُ بها من لا يعرفُ من هو السعودي… من يجهلُ أنَّ من كان يرعى الغنمَ بالأمس صار اليوم يقودُ الطائرات المدنيه والحربيه والسفن والغواصات ويُشغّلُ الأقمارَ الصناعية ويديرُ أضخمَ الشركات ويتحدّثُ لغةَ العلمِ والتكنولوجيا بلسانٍ عربيٍّ مبين.
ليعلم أولئك المتغطرسون والمستعربون أنَّ السعودي ليس صفحةً في التاريخ بل هو التاريخُ ذاتهُ يُعادُ كتابته بحروفٍ من ذهب، ليعلموا أنَّ جذورنا ضاربةٌ في عمقِ الأرض وأنَّ نهضتَنا ليست صدفةً بل ثمرةُ جهدٍ وإيمانٍ ورؤيةٍ عظمى.
لقد شاء الله أن تُولد هذه الأمةُ في الصحراء حيث القسوةُ تُربّي الرجال والجدبُ يصنعُ الصبر والريحُ تعلمُهم الثبات، ومن هناك من تلك الرمالِ التي ظنّها الجاهلونُ فراغًا انطلقت حضارةٌ تشهدُ لها السماواتُ والأرض.
تحوّل البدويّ إلى مهندس بارع والفارسُ إلى عالمٍ فيزيائي مبدع والراعي إلى جرّاحٍ عالمي ماهر والمقاتلُ إلى صانعِ سلام للأوطان والشعوب وأصبح الإنسان البسيط اكاديمي يحمل الدكتوراه والاستشارية في التخصصات الدقيقه ومبرمجاً يتحكم في العالم من قلب الصحراء
تبدّلت الخيامُ إلى مدنٍ ذكية وتحولت الصحراءُ إلى واحاتٍ من الإبداع والجنان الخضراء وصار من يُقالُ عنه “بسيط” بالأمس هو من يُعلِّمُ اليوم العالمَ دروسًا في الإدارة والاقتصاد والإتقان…
فمن قال إنّ السعودي متأخر؟ ألا يرى إنجازاتِه في الطبّ حين أذهلَ الدكتور عبدالله الربيعة العالمَ بفصل التوائم، ألا يسمعُ بصوتِ أرامكو وهي تُضيءُ العالمَ بنفطها وخبرتها ألا يقرأ عن شبابِ المملكة وهم يرفعون رايةَ الوطنِ في الأولمبياد العالمية في الفيزياء والكيمياء الروبوت، ألا يشاهدُ كيف غدت رؤية 2030 نموذجًا يُدرَّسُ في الجامعاتِ العالمية؟
يا هؤلاء الذين يجهلون قدرَ السعوديين، نحن لسنا من نُفاخرُ بالأنساب بل بالأفعال، نحن لسنا من نتغنّى بالماضي فحسب بل من نصنعُ الحاضرَ والمستقبل.
نحن أبناءُ من بنى المجدَ بالحجارةِ لا بالكلمات ومن رفعَ الرايةَ بالعزيمةِ لا بالأمنيات.
لقد خرج السعودي من بطنِ الصحراء لا ليبقى فيها بل ليجعلها منبعَ نورٍ وحضارة، خرج من البادية لا لينسى تراثه بل ليُخلّدَه في ثوبٍ من تطوّرٍ واعتزاز، فصار يجمعُ بين الأصالةِ والحداثة بين الإيمانِ والعلم بين الخُلقِ والقيادة، ولعل ما فعله ولاةَ امرنا حفظهم الله بإستقبالهم قاده العالم في خيمه لهو دليل على ماكتبت وسطرت ليعرفو ان الخيمه لها قدر كبير عندنا وعند ولاه امرنا حفظهم الله
واليوم نقفُ أمام العالمِ لا نتسوّلُ الاحترام بل نفرضُه فرضًا لا بالمالِ فقط بل بالعملِ والإبداعِ والإنجاز…
نقفُ شامخين كما تقفُ نخلةُ نجد جذورها في الأرضِ وثمارها في السماء لا تهزّها العواصفُ ولا تُغريها الأضواء.
فمن أراد أن يعرفَ السعودي فليقرأ تاريخه ومن أراد أن يحكمَ عليه فلينظر إلى حاضره ومن أراد أن ينافسه فليستعدّ للوقوفِ أمام طموحٍ لا سقف له.
نحن السعوديون من رعى الغنمَ يومًا فأصبح يقودُ الأمم حاضراً مستقبلا إن شاء الله، فمن البداوة إلى السيادة
ومن الخيمةِ إلى القمّة ومن رمالِ الصحراءِ إلى عَنانِ الفضاء، حكايةُ أمةٍ لا تعرفُ النهاية، هنا السعودي الأصيل من ارض شبه الجزيزه العربيه من عاشَ فوق الرمال فأصبح يبني فوقها المعجزات، من حملَ القرآنَ في قلبه والعلمَ في يده والكرامةَ في جبينه.
حفظَ اللهُ ولاةَ أمرِنا، وأدامَ عزَّ وطنِنا بلاد الحرمين الشريفين وصانَ شعبَنا الأبيَّ الأصيل من كلِّ سوءٍ وعَدُوٍّ خَفيّ ومن جار ٍ حاقد وحاسد


