مابين التأثير الخبيث في العقول البشرية وهدايتها نحو صلاحها يكمن شر وخير الإنسانية
إن جريمة القتل في ثقافتنا العربية والإسلامية جريمة منكرة وعقابها من الله عظيم ..
وجبلت النفس الانسانية على كره هذا الجرم سواء كان هذا القتل موجها نحو حيوان أو طائر او حشرة .. فكيف عندما يكون المقتول نفساً انسانية حرّم الله قتلها ..
قال تعالى (( وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُّتَعَمِّداً فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيما )) .
فديننا الإسلامي دين الرحمة والمحبة والعطف ولا مكان فيه للعنف والقتل ضد الغير أيًّّا كان هذا الغير ... وقصص الأسرى في صدر الاسلام قصص انسانية كلها لطف وعزة وكرامة .. نعم صحيح في الثقافة العربية ما كان في الجاهلية من وأد للبنات بشكل له كما يرون مايبرره .. ولكن هذا كان قديماً وفي الجاهلية .. علماً أنه كان هناك من أهل الجاهلية من ينكره من عقلائها .
وبات من نافلة القول اليوم أن الحديث عن انتشار العدوانية والعنف والانتقام ، وقتل الأبرياء في هذا العصر أصبح ذو شجون وشؤون ونسأل الله في علاه أن يقينا وذرياتنا الشرور .. أنا وأنت وجيلنا وما قبله ربينا على بروتوكولات سلوكية منسجمة مع الذات ومع الأسرة ومع المجتمع ومع إسلامنا ... لكن ظهرت تحولات وتغيرات ومتغيرات وعصر متبدل يعيشه الآن جيل ومعه متغيرات واحتكاك ثقافي لاحدود له .. انظر مثلاً لأتفه أمر من حيث عدم ضرره كقصات واشكال حلاقة شعر الرأس مثلاً ، كنا نعرف الحلاقة على الصفر "أوالتواليت" كما كنا نسميها ، فجاءت حرب تحرير الكويت فشاهدنا وضحكنا من تلك القصات الغريبة والعجيبة ؛ وهاهي اليوم بيننا نراها لدى ابنائنا .. وفي ظل التعايش وفق ثقافات حضارية جديدة بات عادياً أن يتزوجن العربيات المسلمات من غير العرب كالأمريكان وغيرهم بعد عشق ! ولا ضير في هذا ان كان مسلماً ... بل ولقد تسببت فتاة جامعية عربية مبتعثة في سجن أبيها المرافق معها بسبب حبيبها زوجها الغربي ..!
ومضت بعض أحداث ثورات
" الربيع العربي في بعض البلاد العربية" ورأينا نتائج توجيه غوغائية العقل الجمعي وإفرازاتها.. وكيف كان يُقتل من يُقتل دون أن يعلم لماذا قتل ومن قاتله .. وطالت تلك الأحداث في العراق كما في سوريا وبالتالي تعددت نماذج الإبادة واستفحلت " داعش " فجاءت التدخلات العربية وغير العربية ومنها الصفوية والروسية فزاد الدمار والشتات وسيلان الدم ..
فالآن وقبل الآن وفي ضوء ماسبق ؛ تجرأ ابن العم ليقتل ابن عمه ، بل والأخ يقتل أخاه وأباه وأمه وليس فقط بالسلاح الناري كما في الجرائم المماثلة بالبيئة الأمريكية " العديد من الدراسات توصلت الى أن هذا هو السلاح المستخدم في قتل الأقارب بتلك البيئة " بل حتى باستخدام السلاح الأبيض ( طعناً حتى الموت ) .
وهذا هو نتاج من نواتج المد التأثيري للحضارات وصراعاتها في ظل سهولة التواصل والاتصال المعرفي ، وامكانية التأثير النفسي والعقلي والتمكن بشكل فعّال من الإدارة التأثيرية من بعد لبعض فئات الشخصية والسلوك الانساني ....
•• { في الثقافات الانسانية خارج الإطار الإسلامي "قاتل أبيه" هو النموذج الأصلي المشترك انتشاراً في جميع أنحاء العديد من الثقافات الغربية خاصة ، وخاصة الثقافة اليونانية}
•وانظر [[ في الملحمة الهندوسية ماهابهاراتا، قتل والده أرجون،
•في ملحمة الخلق اليونانية، كرونوس قتل والده أورانوس لاغتصاب سيطرته على الكون. وفي المقابل، أطاح به ابنه زيوس.
•أبسو (Apsu)، في خلق الملحمة البابلية في قصة الخلق البابلية، وقتل ابنه إيا في الكفاح من أجل التفوق بين الآلهة.
• قُتل بيلياس من بناته، اللاتي كن يعتقدن أنه يمكن أن يبعث من جديد.
• في الميثولوجيا الإسكندنافية، قتل Fafnir والده Hreidmar للحصول على خاتم ذهبي .
•وهناك اعتقادات في هذا بعضها يبرر الفعل ؛ فالصينيون كانوا يرون ان في ذلك عقاباً للآباء من أحد آلهتهم المزعومة! ]]
# اعراض وعوامل هامة :-
١. عوامل وأسباب قيام ثورات الربيع العربي.
٢- الانتقام
٣. حب مشاهدة الدم والقتل
٤.الهلوسة ومسبباتها من عقاقير..
٥.التعرض للظلم والقهر
٦. الميل للانتحار
٧.حب الانتقام
٨.العنف
٩. ممارسة الإيذاء بأشكاله أو التعرض له.
١٠. البطالة / الفراغ.
١١. الفقر المدقع / وازاءه الغنى الفاحش مع الحقد والحسد ، ١٢.وتفاقم القلق.
١٣. اضطرابات الشخصية .. الانفصام ... الخ
• ومعلوم أهمية اهتمام الدول بالقوات العسكرية التي هي أساس العتاد الأمني والسياسي والعسكري والاستراتيجي ؛ ولكن العدو المتربص استطاع اختراق أهم القوى وهي القوة الناعمة اللينة الطرية ( عقول الناشئة ، وعقول ذوي المراهقة الثلاث ) من خلال الإدارة والتأثير من بعد وذلك من خلال التقنيات التي ركزت عليها الدكتورة كوثر حامد في ( صحيفة الجزيرة السعودية في عددها الصادر يوم الجمعة الموافق٢٠١٦/٠٦/١٠م من خلال قوة التحكم بالعقول، والتي تتم بشكل مبرمج وخفي يتم من خلالها إحداث تحولات نفسيَّة عميقة تصل إلى درجة توجيه فكر الضحية ضد عقيدتها وأفكارها وتبنيها عقيدة مشوهة عكس مصالحها، وهو ما يطلق عليه علمياً عملية إعادة تعليم أو ما يسمى (Re education).
فعمليات غسيل الأدمغة وفق تقنيات معينة برعت وتقدمت فيها عدة دول مبكراً كاليابان وكوريا مثلاً واستخدمتها لتحقيق أهدافها من خلال شخصيات بين أيديها وتمارس الفعل عليهم مباشرة ، لكن اختلف الحال حالياً من حيث استخدامها من بعد من قبل داعش ومن خلال الانترنت ( كإدارة وتأثير نفسي عقلي من بعد ) وبشكل غير انتقائي متعمد لأشخاص بأعينهم وبشكل مباشر ، بل تحوّل الاستخدام لهذه التقنيات عبر الشباب الجامعي والمراهق والاطفال لجعلهم ارهابيين ( فئات عمرية ) عريضة من خلال استغلال الإعلام الجديد ووسائطه المختلفة..
ويكمن العلاج والحد من هذا التأثير القوي لهذه القوة الهامة ( عقول بعض الاطفال وبعض الشباب الجامعي ) والتي تمثل عصب الدول هو استخدام العمل المضاد للسيطرة على هذه العقول .. وزيادة الإهتمام بالعقل الانساني في كل مراحل الحياة وإيلاء الجميع ؛ طفلاً وشاباً جل الرعاية والإهتمام .. وتلافي كل أسباب قيام ثورات " الربيع العربي" وزيادة الحرص والأداء الأسري والمدرسي والمجتمعي بجميع مكوناته عامة... ، وتعميق المناهج وأليات الإختبارات الدراسية ، والقضاء على ظاهرة البطالة .. وتنشيط فعاليات برامج الخدمة الاجتماعية من خلال كوادر متخصصة بالتعليم ، وكذلك الاهتمام بالنشاط المدرسي وفعالياته الهامة الموجهة والمراقبة لاكتساب وكسب اتجاهات ومخرجات معينة ، وتعديل أساليب ووسائل الدعوة الاسلامية لتشمل جميع الآليات الإلكترونية والإعلامية بشكل جذاب ولطيف وحكيم وقريب للأفهام المختلفة ، وبأسلوب قريب من المتلقي ومحبب من الجميع ، مع الاهتمام بكل العوامل والأعراض المشار إليها سابقاً .. وتفعيل برامج التوجيه والإرشاد النفسي والعناية بزيادة رفع معايير قبول العاملين فيه مع زيادة رفع سقف تأهيلهم وتدريبهم .. مع توكيدنا على زيادة الاهتمام ببطاريات وأدوات واختبارات القياس النفسي وتسريع ممارسة تطبيق هذه الأدوات لأهميتها في تشخيص بعض الحالات الخطرة كحالات الانتحار والعدوانية والسيكوباتية وغيرها .. لذا فمابين التأثير الخبيث في العقول البشرية وهدايتها نحو صلاحها ؛ يكمن شر وخير الإنسانية ، وشتان بين التدخل الخبيث والتدخل الإصلاحي الحكيم ... اللهم احفظنا ديناً ووطناً وقيادة ومواطنين .. وانصرنا وزدنا أمناً ونعيماً وخيرات ...
وكفى بالله خير حـــــافظـــــاً.. وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم .
27/06/2016 1:42 ص
الإنسانية,
البشرية,
التأثير,
الخبيث,
العقول,
شر,
صلاحها,
في,
مابين,
نحو,
وخير,
وهدايتها,
يكمن
0
وصلة دائمة لهذا المحتوى : https://www.ajel-news24.net/articles/46729/