حِينا كُنت صغيره كُنت ابتهج فرحا حينما تقول لي أمي اطال الله بعمرها كم أنتي جميله وتقبل جبيني، أردد كلامها كم أنا جميله، ولكن لا ادرك معنى الجمال الذي تقصده 'امي الحبيبه '
هل هو جمال حبي لها!؟
أم جمال روحي وخُلقي معها!؟
أم جمال خَلقيِ ومظهري الخارجي!؟
كلنا ندرك أن الام دائما ترا طفلها بعين المُحِب فهيَ لا ترى عيوبه قط، كما قال ميخائيل نعيمه عن الحب والجمال :
'يقولون الحب اعمى وذاك خطا، بل الحب مبصر ولكنه يرى بعين الجمال فيرى كل شي جميل، لذلك كان الحب خلاصة الحياه فمتى أحب النَّاسُ النَّاسَ تقلصت عنهم ضلال آلشناعه فرأوا كل مافيهم جميلا، ومتى رأى النَّاسَ كل مافيهم جميلآ عرفوا الحب، ومتي عرفوا الحب عرفوا الحياه.
جميعنا نعرف أن الجمال هو أبرز ما بداخل أرواحنا من صفاء وبياض نوايا فالحديث عن الجمال هو حديث عن التعبير والقيمه معا .
وقد يحتاج وقت طويل وجميع الكتّاب والفلاسفة تحدثوا عن الحب والجمال سواء جمال يعبر بالجسد او الكلام أو الكتابه او غيرها من وسائل التعبير، الذي يظن الكثير هو كل معالم العصر الحديث والتطور حتى في أشكالنا ؟
ولكنا نجهل أن بريق الجمال لا يدوم طويلا !
كثير منّا يتمنّون لو خلقهم الله بشكل أجمل من شكلهم الحالي، والعديد يتدافعون على عيادات التجميل ويدفعون الألوف المؤلفة من أجل تحسين مظهرهم والحصول على الجمال الزائف و لكن لو قدّر لهؤلاء الاطّلاع على قصّة (جوزيف ميريك) أو "الرجل الفيل" كما يُلقّب، لعرفوا ما هي المعاناة الحقيقية، ولعرفوا ما هي بشاعة الخلقة وقبح المنظر وجمال الروح ايضا.
كلنا ندرك أن الله سبحانه جميل يحب الجمال وقد جعل لنا نبينا يوسف آيه لذلك الجمال ونذكر قصه امرأة العزيز معه، لعرفنا أننا لا نستمد الجمال من خارجنا إنما نستمده من داخلنا ولاننا نرى العالم من خلالنا قبل أن نراه من حولنا .
وأخيرا ماذا اقصد ؟
كل ما أردت قوله هو أن الجمال لا يقاس بالشكل وعمليات التجميل المبالغ فيها ولا يقاس بمقاييس عالميه إنما يقاس بالمحبه التي تعكس على الروح فيظهر ذاك الجمال الخلاب الذي يأسر كل من حولك، وليس جمال للبيع ، كما قال 'مصطفى محمود':
الجمال النفسي والخير هو المشكاه التي يخرج منها هذا الحب و جمال أرواحنا لا يظهر بريقها ولمعانها الا اذا حافظت عَلَيْهِ من الداخل كي يفوح عطره في الخارج .
التعليقات 2
2 pings
محمد الاسمري
28/06/2016 في 7:22 ص[3] رابط التعليق
مقال رائع يسلط الضوء على الذائقه الحسيه في ابراز جمال الانسان
فكم من فتاه ليست بذات المظهر الفاتن ولكن اخلاقها وروحها تظهر اكبر جمال في ذاتها
وايضا كم فتاه ذات جمال ولكن روحها ومنطقها خلاف ذاك الجمال
وايضا الرجال ليسوا ببعيد
الجمال هو جمال الروح في الرقي والتعامل
وما يحصل اليوم من الانفاق على عمليات تجميليه انما يعد من تصدير واستيراد لجمال زائف لايلبث الا ان يظهر لنا وعوره ماخلفه مع الايام
شكرا للكاتبه في هذا الموضوع فالاختيار موفق
be simple
29/06/2016 في 5:30 م[3] رابط التعليق
مقال رااااااااااااااائع جداً