الحمد لله القائل في كتابه العزيز (كل نفس ذائقة الموت ) والقائل ( فإذا جاء اجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون ) ... لقد فجع وصدم أبناء المنطقة الجنوبية عامه وأبناء منطقة عسير خاصه وكل من عرف الشيخ حسين بن سعيد بن مشيط شيخ شمل قبائل شهران العريضه بوفاته رحمه الله واسكنه فسيح جناته ، وهذا شئ طبيعي لأن هذا الشعور من خصائص الشعب السعودي الأبي ... فالشيخ حسين بن مشيط رمز كبير من رموز هذا الوطن الغالي المملكة العربية السعوديه وهو ينتمي الى أسرة ال مشيط العريقة والتاريخيه التي كان لها مع الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن ال سعود باع طويل في مؤآزرته ودعمه لبسط نفوذه في تأسيس وترسيخ كيان المملكة العربية السعودية على منطقة عسير ... ولقد اشاد بذلك حكام الدولة السعودية الثالثه بدءً من الملك عبد العزيز رحمه الله ووصولا الى الملك سلمان بن عبدالعزيز أيده الله بنصره ، والذي بادر حفظه الله ومعه جمع غفير من الأمراء والوزراء والأعيان والمشائخ بالاتصال بالشيخ عبدالعزيز بن سعيد بن مشيط الشقيق الأكبر للشيخ الفقيد حسين للتعزية والمواساة .... ان هذه الاسره .. أسرة ال مشيط والتي كان يقودها والد الفقيد الشيخ سعيد بن عبدالعزيز بن مشيط الأب ومعها أسرة ال ابو ملحه والتي كان يقودها الشيخ عبدالوهاب ابو ملحه ... كان لهما شرف سبق الوقوف مع الملك عبدالعزيز وأبناءه من بعده وشرف المساهمة في دعم تأسيس المملكة العربية السعوديه وتثبيت أركانها في المنطقة الجنوبية ... ولقد ساهم ابن مشيط الأب ومعه قبائله شيوخا وأعيان ووجهاء ومنتمين لتلك القبائل في مد جيوش الاخوان التابعين للملك عبدالعزيز بكل ماتحتاجه من الدعم التمويني وغيره تنفيذا لطلبات وأوامر الملك عبدالعزيز رحمه الله ... بل ان ابن مشيط وقبائله " شهران العريضه من السعف الى الشعف " قاموا بإنشاء كتائب المجاهدين من ابنائهم وإلحاقهم بجيش الملك عبدالعزيز للقتال ضمن صفوفه .. لتوحيد المملكة والدفاع عنها خاصة اثناء حملات الملك عبدالعزيز طيب الآه ثراه في تهامة واليمن ... ومثل ما فعل ابن مشيط وقبائله فعلت بقية القبائل الاخرى في المنطقة الجنوبية شيوخا واعيانا ومنتسبين لتلك القبائل ، ان مما زاد الفقيد الشيخ حسين بن سعيد بن مشيط رحمه الله رفعة ومكانه وبروزا وزاد من رمزيته انه كان رجلا قياديا وصبورا وكان يقود بحكمه وخبره ... قبائل شهران العريضه وهي من اكبر قبائل منطقة عسير التي قدمت في الماضي مع مثيلاتها من القبائل الاخرى الرجال والسلاح والمال وما زالت تقدم في الحاضر خيرة شبابها ورجالها للدفاع عن الوطن .. لقد شارك ابناء شهران العريضه في كل الحروب للدفاع عن المملكة العربيه السعوديه فكان منهم الجندي وضابط الصف والضابط والقائد وفيهم من كان برتبة فريق او لواء شهيد او ضابط صغير، بل ومنهم من قاد حرب كحرب درع الجنوب عام ( ١٤٢٩هـ) - ( ٢٠٠٩)م ) وبالتالي فإن هذه القبيله المسماه شهران العريضه ومشيختها ممثلة في أسرة ال مشيط تفخر بما قدمته وتقدمه للوطن من خدمة او تضحيات .. وفي المقابل فقد كان ولاة الامر من ملوك وأمراء هذه البلاد رمزا للوفاء لكل من له أيادي بيضاء في بناء المملكه العربيه السعوديه ... ولهذا نجد ملوك وأمراء هذه البلاد النبلاء ... كلما تواجدوا في منطقة عسير يكون ضمن برامجهم زيارة أسرة ال مشيط وأسرة ال ابو ملحه .. وذلك تقديرا لهم ولقبائلهم لوقفاتهم التاريخية عبر مراحل تكوين الدولة السعوديه الثالثه . ان المرحوم الشيخ حسين بن سعيد بن مشيط رحمه الله كان يتميز بالكرم والتواضع وحب الخير ... وكان رحمه الله لا يترك فرصة للإصلاح بين الناس الا واستغلها ... ومن ميزاته ايضا اداء واجباته القبلية والرسمية على اكمل وجه ... كان يتحلى بالصبر ويستشير نخبة من الرجال الثقاة وذوي الرأي السديد الذين احاط نفسه بهم في كل امر يخص قبيلة شهران العريضه او يخص الصالح العام .... لقد كان الشيخ حسين رحمه الله يتميز بالجرأة في النقاش وكان صريحا في قول الحق ... وهو غير متردد في اتخاذ القرارات ... ولا يضع اي حواجز بينه وبين الناس ولا يفرق بين صغير او كبير ... وكان رحمه الله يقضى حاجة اي مواطن يطلب مساعدته او وساطته لحل اي مشكله ... وقد أوضحت ذلك عملا بحديث الرسول صلى الله عليه وسلم ( اذكروا محاسن موتاكم ) ... كان الشيخ المرحوم حسين بن مشيط لا يتخذ قرار في شؤون القبيلة او في الشأن العام او مايخص المجتمع الا بعد دراسته والتاكد بانه لا يخالف الأنظمة والقوانين المرعية ولا يخالف توجيهات ولاة الامر حفظهم الله ... وكان المرحوم لا يتخذ القرارات الكبيرة الا بعد اخذ رأي رفيق دربه وموجهه ومشيره شقيقه الأكبر عميد أسرة ال مشيط ماضيا وحاضرا الشيخ عبدالعزيز بن سعيد بن مشيط رجل الدوله الذي خدم اكثر من (٥٠) عاما معلما ثم اميرا بخميس مشيط ثم محافظا لمنطقة خميس مشيط بعد تغيير المسميات الوظيفية ...لقد كان الشيخ عبدالعزيز مثالا للإدارة الناجحة والحزم في اتخاذ القرار ... ويتميّز بشكل واضح مثل شقيقه الراحل بحبه لولاة الأمر، وكانت علاقته قوية مع ملوك وأمراء الدولة السعودية الحالية وخاصة مع الامير سلطان بن عبدالعزيز والأمير نايف بن عبدالعزيز رحمهما الله وامير منطقة عسير الحالي ومع الرجل الذي ادار شؤون منطقة عسير أربعون عاما .. إنه الأمير خالد الفيصل ( الذي حضر أبناؤه لتقديم العزاء لأسرة ال مشيط ومعهم سمو الامير تركي بن عبدالله ) الذي قال في حفل تقاعد الشيخ عبدالعزيز بن مشيط ( اننا نعتبر أسرة ال مشيط من أسرة ال سعود ...) ومن قبله قال الامير سلطان بن عبدالعزيز رحمه الله ( ان الشيخ سعيد بن مشيط وعبدالوهاب ابو ملحه كان لهما فضل كبير بعد الله في دعم الملك عبدالعزيز ...) وهذا دليل على مكانة الشيخ عبدالعزيز بن مشيط ووالده وشقيقه الراحلين وأسرته عند ولاة الامر حفظهم الله ... لقد رحل ذلك الشيخ الكبير في قدره وافعاله ومكانته من دار الفناء الى دار البقاء ... ولعلني من الذين قابلوه قبل رحيله بليلتين .. فوجدته مبتسما ومنشرحا ومتفائلا .. ولعل هذه من بشائر الخير لأخر أيامه قبل الرحيل ... رحمك الله يا ابا مساعد واسكنك فسيح جناته والهم اهلك وذويك ومحبيك من ابناء الوطن الصبر والسلوان ... (انا لله وانا اليه راجعون .)