قرأت مؤخراً في احدى الصحف السعودية احصائية أذهلتني وكانت من أحد الأسباب التي دفعتني لكتابة هذا المقال ، يقول الكاتب "وترتفع تكلفة معظم «حفلات توديع العزوبية»، إلى ما يتراوح بين 4 آلاف و12 ألف ريال (1066 إلى 3200 دولار أميركي"!!
شعرت بإستياء نحو تلك الأموال المهدرة والتي أصبحت ظاهرة اجتماعية قد تثقل على البعض وقد تضع الكثير من الحواجز أمام أصحاب الهدايا البسيطة والمعبرة والتي فقط تريد تحقيق المبدأ النبوي " إدخال السرور" أو
" نفع الآخرين"! ولكن أمرا إيجابيا حصل لي أيضاً هذا الأسبوع فكانت بشرى خيرٍ بإذن الله نحو وعي جميل في " مفهوم الإحتفال" .
قبل أيام.. استقبلت رسالة " دعوة" جميلة من إحداهنّ لتبلغني عن موعد " سابع " الطفلة لين.. ذهبت الى هناك وفي اعتقادي أنها سهرة مثل كل السهرات .. فتهيأت.. وذهبت إليها.. ولكن ماتصورته مختلف.. سابع تعليمي !!
بالنسبة لي كانت مفاجأة غريبة !!
كان مميزا.. محوره " براءة طفل" وليس فقط "رقصٌ وطبل"! وكأنها قدوضعت " هدفاً" محاولةً الوصول إليه.
"أن يكون الطفل بنهاية العقيقة قادرٌ على أن يصف شكل الجنين في بطن أمه " كم هو هدف مميز!!
نعم لقد قررت أن يكون احتفالها بطفلتها يحتفل بوجود جميع الأطفال، يهتم بهم، يعطيهم مكانتهم، ولا يشعرهم بأنهم فقط قَدِموا لأن الأم لم تجد من يهتم بهم في المنزل!!
ماحصل تحديداً.. تم استقبال الأطفال ب"طرابيش" وبأنشودة ترحيبية وصورة في الشاشة كتب عليها " أهلين بالحلوين" !!
تبع ذلك بعض العصيرات و ال "كب كيك" الذي قام الأطفال بتزيينه وسط جو من الأحاديث والفكاهة وعرفوا بأسمائهم للجميع وعبّر كل منهم في حينها عن أكلته المفضلة .
قضينا الوقت بعدها في اللعب الجماعي .. تشابكت أيدينا وضحكنا كثيرا .. ثم جاء وقت مفاجأة الحفل وهي عبارة عن "عرض سينمائي" عن مراحل خلق الإنسان وكيف كانت بدايتنا جميعا " نُطفة" قد أطلقت عليها حينها " نقطة " حتى يتيسر الفهم للأطفال .. وكانت صديقتي طوال العرض تردد مع الأطفال " التسبيح" وهم يشاهدون أطوار الخلق في سكونٍ عجيب .. " سبحان الله" !
في ختام العرض .. أخبرتهم صديقتي أن احتفالنا اليوم بسبب قدوم الصغيرة " لين" ، وعرضت بعضا من صورها وأصوات ضحك ومناغاة أعطت الأمر طابعا محببا للأطفال وشدّ من انتباههم أكثر ..!
في الختام .. كانت الزفة المعروفة في عاداتنا وتقاليدنا " الرحماني" .. غنّينا معاً : " يارب البرية... بارك لنا في البنيّة" .
وتم توزيع الهدايا .. صفّق الأطفال بعدها من القلب .. احتضنّا بعضنا.. ثم وَدعتْهم .. والبعض منهم لايريد الذهاب.. ويطالب بإعادة الفيلم مرة أخرى!!
هلمو بنا نعيد صياغة احتفالاتنا.. نعيد ترتيب الأولويات ونعطي كل ذي حق حقه.. دعونا نضع أهدافا قيمة من احتفالاتنا .. ولايمنع ذلك الفرح والانبساط في حدود الاعتدال .
بالمناسبة سألت ابني الأكبر ذو الأربع سنوات للتو: ماشكل الطفل في بطن أمه؟ أجاب: عين صغيييره هكذا ورجلين اثنين ويتحرك بسرعه!!
أظنها قد أصابت الهدف !
دمتم بود..