بقلم الأستاذ - إبراهيم حسن النعمي
قال الله تعالى في كتابه الكريم على لسان سيدنا موسى عليه السلام
(قال موسى لقومه استعينوا بالله واصبروا إن الأرض لله يورثها من يشاء من عباده والعاقبة للمتقين ( 128 ) قالوا أوذينا من قبل أن تأتينا ومن بعد ما جئتنا قال عسى ربكم أن يهلك عدوكم ويستخلفكم في الأرض فينظر كيف تعملون ( 129 ) ولقد أخذنا آل فرعون بالسنين ونقص من الثمرات لعلهم يذكرون )
الملاحظ في هذا الزمن تكالب الناس والجيران وتحاربوا وتنازعوا على أمتار من الارض
كل يريدان يأخذ حق الاخر لاعاد يخافون من الله ولايخافون من الشرع القوي الآن يأخذ حق الضعيف. وانتشرت الواسطة بين الناس وبها اصبح البعض يأخذ حق غيره.
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " مَنِ اقْتَطَعَ شِبْرًا مِنَ الأَرْضِ ظُلْمًا طَوَّقَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ سَبْعِ أَرَضِينَ " . .
والله. الواحد منا اذا مات لن يأخذ معه شيئ سيذهب الى القبر وحيدا ولن يأخذ معه المال ولا الارض ولا الأولاد ولا العلم بل ستذهب كلها وسيبقى عمله والأمتار التي اخذها بالحيلة والغدر. والخيانة سيطوق بها يوم القيامة
قديما كان الناس أحبة ومتحابين ومتواصلين مع بعضهم البعض ولايأخذ احدهم حق غيره
لماذا التنازع على أمور الدنيا الفانية التي سيذهب منها الجميع وستبقى الارض كماهي لما ذَا الواحد منا يريد اغتصاب حق الآخر لماذا الطمع فيماعند الغير لماذا لم يقنع الواحدمنا بما أعطاه الله لماذا ينظر إلى مالدى غيره
وروى أحمد عَنْ يَعْلَى بْنِ مُرَّةَ رضي الله عنه قَالَ : سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : ( أَيُّمَا رَجُلٍ ظَلَمَ شِبْرًا مِنْ الْأَرْضِ كَلَّفَهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ أَنْ يَحْفِرَهُ حَتَّى يَبْلُغَ آخِرَ سَبْعِ أَرَضِينَ ، ثُمَّ يُطَوَّقَهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ حَتَّى يُقْضَى بَيْنَ النَّاسِ ) وصححه الألباني في السلسلة
فمابالك بالذي يحاول تغيير حدود الارض ويغير معالمها وقد حذّر الرسول صلى الله عليه. وسلم من ذلك العمل .
عن عَلِيٌّ رضي الله عنه قَالَ : قال رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (لَعَنَ اللَّهُ مَنْ سَرَقَ مَنَارَ الْأَرْضِ) .
ومنار الأرض : علاماتها وحدودها
هل لمؤمن او مؤمنة بعد هذه الآيات. والاحاديث الشريفة ان يقتطع اوبغير شبرًا من الارض إلا إنسان. قد أعمى الله بصيرته. وتملكه حب الدنيا على حب الآخرة نعوذ بالله ان نكون منهم