لا غرابة في هذه العبارة (أنا أحب وطني) فالكل يرددها ، في بلدنا حتى سائق الشاحنة يضع هذه العبارة (انا احب ..... ) ويكتب اسم موطنه و بكل اللغات.
شبابنا أشد حماسة من سائقي الشاحنات فهم يزينون سياراتهم بعبارات أكثر تعبيرا من مجرد الحب بل و مفعمه بالولاء والعشق .
لكن هناك فرق ؟
يحب هذا العامل وطنه حتى وهو في الغربه، بالرغم من الفقر الذي قد يعيشه في موطنه لكنه يظل يحمل الحب في قلبه و ينثره على جنبات كل الطرق التي يسلكها في غربته.
بينما تبقى كلمة الحب عند بعض شبابنا مجرد كلمات تتكسر عند اول اشاعه قد يغرد بها حاقد ، و تتبعثر عند اول احباط يصيبه بسبب سوء تصرف فردي من موظف ما في دائرة حكومية.
(أنا احب وطني) ليست هي العبارة التي نريد أن نسمعها من ابنائنا و شبابنا بقدر ما نريد ان نسمعهم يجيبونا على السؤال الأهم (كيف تحب وطنك)؟
في موقع اجابات ياهو (ASK) طرح هذا السؤال (كيف تحب وطنك) ؟ كانت أفضل الاجابات تأتي من أحد أفقر دول العالم (باكستان) ، كانت اجاباتهم مليئة بالصبر والعزيمة فتأتي الاجابات متوالية (أن نضحي من أجلها – ترابها اغلى من اجسادنا ، مائها أغلى من دمائنا ....) كل ذلك بالرغم من الفقر الذي يعيشه البعض ، كل ذلك بالرغم من غربتهم بالرغم من معاناتهم .
احد المشاركين في الاجابات من اليابان قال (أنا احب بلدي لأني أستطيع الخروج ليلاً دون خوف و تعبيري عن حبي لها سيكون بعدم السكوت عن أي مخالف للأنظمة) ، أكاد اجزم لو عاش بيننا هذا الياباني لرفض العودة الى موطنه ، فلن يجد بلداً أكثر امانناً من وطننا ولبقي مرابطا امام اقسام الشرطة للإبلاغ عن مخالفين لعل معظمهم مواطنين.
هناك الكثير من الاجابات المذهلة ، لكن مهما كانت تلك الاجابات لن تثنينا عن الاستماع لاجابات شبابنا على هذا السؤال (كيف تحب وطنك) ؟
كل عام وانت يا وطني فخرا ومجداً وعزه
@Alnajeeh