خبر عاجل - علي العتيبي - الرياض
تصدر الهلال، وأستعاد شيئاً من هيبته، وارتأ القوم أن استراحة المحارب قد انتهت، وأن الأمور في طريقها للعودة إلى طبيعتها، والكوم بإرس الذي استغل غياب البطل، وظهر في المشهد مؤقتاً عاد إلى التواري خلف الصفوف، بعد أن عاد الهلال، فكان لابد للصياح أن يعود ويعلو، هذا يصيح لأنه يريد أن (ينافس)، وهذا يصيح لأنه يريد أن (ينفِّس)، وهذا يصيح لأنه لا يكاد (يتنفَّس)!.
لو لم أشاهد مباراة الشباب أمام الهلال لظننت من كثرة صياحهم أن محمد الهويش ارتكب مجزرة تحكيمية راح ضحيتها الليث، صاحوا واشتكوا ولطموا وحطموا بطريقة لم يفعلها الشبابيون، كدت أن أصدق أن مجزرة تحكيمية حدثت، لولا أني أعدت مشاهدة اللقاء أكثر من مرة، وتابعت تحليل الخبير التحكيمي الكويتي سعد كميل والسعودي محمد فودة فاكتشفت أن الهلال هو من تضرر من التحكيم، ضربة جزاء لنواف العابد لم تحتسب، وضربة الجزاء الهلالية المهدرة كانت تستوجب الإعادة بسبب تحرك حارس الشباب العويس إلى الأمام قبل لعب الكرة، وتجاهل طرد مستحق لمحور ارتكاز الشباب عبدالملك الخيبري، فيما اتفق الثنائي على عدم وجود أي خطأ تحكيمي مؤثر وقع على الشباب!.
في قضية إيقاف محمد نور من قبل اللجنة السعودية للرقابة على المنشطات، قرأت وشاهدت الكثير من الغمز واللمز بحق الهلال من قبل بعض إعلاميي وجماهير الاتحاد مدعومين بإعلام مسياري ترك فريقه قابعاً في مراكز الدفء وتفرغ لـ(الصياح) و (العياط)، وكنت سأصدق أن لجنة المنشطات هلالية لولا أني تذكرت أنها سبق وأن أوقفت لاعبين هلاليين لموسمين، وأن الهلال خسر العديد من البطولات المهمة لأنه خسر حارسه خالد شراحيلي موسمين بقرار من لجنة المنشطات، وأن من وقف وراء هذين القرارين حينها المتهم بهلاليته بدر السعيد، والذي تم إبعاده لاحقاً حين طالت نار عدالته العمياء الثياب الصفراء!، كما أني استغربت من إقحام الهلال في قضية نور والمنشطات، وكأن نور هو من سيقف بين الهلال وحصد البطولات، وهو مع كامل الاحترام لنجوميته وتاريخه لم يستطع أن يفعل ذلك في عز نجوميته وعطائه ليفعل الآن!.
أما الأهلاويون فيبدو أن قصتهم مع الصياح بدأت مبكراً، ولن تنتهي قريباً، في ظل الإصرار الهلالي على قطع حالة الجفاء غير المسبوقة مع لقب الدوري، والتي استمرت 4 مواسم كانت فرصة لدخول منافسين جدد وعودة منافسين قديمين، والأهلاويون الذين ركزوا هذا الموسم على البيانات والتصعيد الإعلامي والجماهيري والرسمي على (اللي يسوى واللي ما يسوى) أكثر من تركيزهم على تجاوز الفرق الأخرى يراهنون على أن هذه اللعبة قد تثمر أكثر مما ستثمره خطط وتدريبات السويسري جروس، لذلك استطاعوا حتى أن يقنعوا جماهيرهم بأن إيقاف السومة الذي ضرب كمارا الفيصلي (عيني عينك) جزء من الظلم والشر الذي يُراد بالأهلي من قبل اتحاد القدم ولجانه ورعاية الشباب، واستطاعوا بمعاونة إعلام (شاهد ماشا فش حاجة) أن يقنعوا الكثيرين أن لجنة الانضباط التي افتتحت موسمها بإيقاف شمراني ودوسري وديجاو الهلال هي لجنة هلالية حتى النخاع!.
الموسم لم ينتصف بعد، والبكائيات يعلو صوتها أكثر وأكثر، وسيعلو أكثر، وإن اختفى أو خف صياحهم، فاعلموا أن الهلال قد تأثر وتعثر، أما إن استمر هذا الصياح الفاخر وعلا، وسمع (عياطهم) الملأ، فاعلموا أن الهلال لازال في المقدمة، وأنه في طريقه الصحيح ليكون البطل، وهكذا البطل وإلا فلا !!