تذهب بِنَا السنين وتتقدم بِنَا الأعمار ، تتلاشى الأفراح وتبقى أنفسنا رهينه المآسي والأحزان بسبب مفاهيمنا الخاطئة ، نعول ونعيب على الزمن . لا.. إن الحقيقه هي ما نخفيه داخلنا ، نعلم جيداً بها ولكننا لا نعترف وهذه طبيعة البشر عندما تغلق عقولهم وقلوبهم تتصنع المثالية أمام الجميع لشعورها بالنقص والحرمان ،
ربما لا نعلم ما هي الأسباب؟ لذا قررت أن نعود خطوات من الزمن حتى نصل إلى بدايات الطفولة ، ونرحل عبر السنين ، حتى نستكشف في طياتها حقيقة محطاتنا الأخيرة ،
حتماً سنجد ما تجاهله الكثيرون .
ضعوا كل شيء من أيديكم ؛ سنبدأ سويا . ما أروع تلك الأيام ، لا نتصنع الأفعال ولا نبالي بشيء ، بكل عفوية تفرحنا قطعة شوكولاة ، ويحزننا ما نريده ولا نأخذه ،
نقاتل بالصراخ من أجله ، نمرح ونلعب حتى يفاجئنا النوم ،لا نحمل في قلوبنا شي ، ولا نحسب لما سنجده غدا ، نستيقظ بنشاط وإقبال على الدنيا ، وبكل شقاوة نحطم كل شيء ، نراقب والدينا ولكننا لانعلم كيف حصلنا عليهم ، نكبر شيئاً فشيئاً حتى نعلم أن هناك جنسان من البشر هم ذكر وأنثى ، وأنه لابد في يومٍ من الأيام أن يختار كل شخص ما يكتبه النصيب .
وهكذا هي سنة الحياة ، تبدأ مرحلة المراهقة تفيض فيها العواطف والغرائز الجنسية ، يكثر فيها التعنت والعناد والشعور بالانطلاق ، واستكشاف الدنيا ، يخالطها إحساس بالتحرر من كل القيود ، فقد أصبح الأطفال فتيان وفتيات لهم إحساس مرهف وأحلام لا تنتهي ،
فهي ترسم فارس أحلامها كما تريده ، وهو يصف فتاة أحلامه كيف يختارها ، تمر الأيام وأصبحوا في سن الارتباط ، الشاب يملك وظيفه والفتاة ربما تملك شهادة وربما وظيفة وربما لا تمتلك أي منهما ،
تصوراً منها أو حسب ما أقنعها به أهلها أن فارس أحلامها هو من يحقق لك كل شيء ولا داعي لإضاعة العمر في شيء لا يناسب أنوثتها .
أيضاً الشاب حسب معتقدة أو ما تعلمه من والديه الفتاة تحتاج منك الرعاية والحفاظ عليها وهي قد سخرت لخدمتك ،
أنت الآن رجل بيدك زمام الأمور ، حسناً تمت الخطوبة من أختار ربما الأهل أو الفتاة أو الشاب ، لكن هناك مفاجأة ؛هي في نفسها تقول لا يشبه فارس أحلامي وهو يقول لا تشبه فتاة أحلامي يال المفارقة ، ولكن لا يهم ذلك كثيراً بقدر ما أحصل عليه من حب ، ربما كنّا ننسج أحلامنا من خيالات القصص وما نقرأه في الكتب حقاً لا يهم ذلك كثيراً سنتنازل عن ذلك .
تبدأ الحياة جميلة شعورٌ مختلط بين حب ومستقبل وأحلام تمر السنين يتحول الرجل ، يتحول ذلك الرجل الودود إلى شيء مختلف وتتحول الفتاة إلى مصدر انزعاج ؛ ومن هنا تبدأ الخلافات بكل أشكالها ، تبدأ التعاسة في الدخول إلى حياتهم فتدمر أحلامهم الوردية .
ماذا كانت تعني الرجولة للشاب؟ ! للأسف كانت تعني القوة والسيطرة واستعباد الأنثى وإخضاعها كأنها شيء خلق من أجل طاعته فقط .
وماذا كانت تعني الأنوثة للفتاة أنها تتزين له وتعد الطاعم وتجهز الفراش ويلبي لها كل شيء تتمناه حتى كما قيل لبن العصفور، لكن كليهما فقد معنى الحياة ، أصبح الجدل أكبر حدث بينهما ، ما السبب إذاً ؟
أليس هو الفهم الخاطئ لمعنى الرجل والمرأة .
فالقسوة لا تصنع الرجال ، ولا الأنوثة تكفي النساء . لذا تبادلوا الاحترام علموا أبناءكم كيف تسير الحياة الرجل مصدر قوة تحمي وقسوة لا تؤذي وقلباً يحن وعزوة تقف وهمة شامخة ووفاء دائم . والأنثى رقة تنبع وحبٌ يفيض ونصيحة صادقة وحلمٌ طويل وسترٌ خفي ونجمة تشع وبلسمٌ للألم وهذه هي محطتنا الأخيرة كتبت قصتها على تذاكرها لكننا لم نقرأها .
بقلم الكاتبة : بدور البشيري