خبر عاجل - محمد العلي - الرياض
«يرتدي زيا أنيقا، ماسكا بيده اليمنى (سبحة) توحي بمظهر الثراء الزائف، وفي اليد الأخرى (سيجارة)، يوهم بها الآخرين برومانسيته.
وعلى بعد أمتار تفوح منه رائحة العطر الفرنسي. يجوب المكان دون حياء أو خوف من انتقاد الآخرين أو ازدرائهم له، ليمارس هواية (الترقيم) ولفت أنظار الفتيات، لينال لقب (غزلنجي) باقتدار».
تبدد ذلك المشهد القديم الذي اعتاد عليه المستوقون في شارع الحب، -كما كان يطلق عليه سابقا في بعض المدن-، والذي غالبا ما يكون شارعا مكتظا بمحلات بيع المستلزمات النسائية.
بدلت التقنية المشهد وكونته بشكل جديد، فنفس الشاب، أو شاب آخر يحمل نفس السلوك، يمسك هاتفه المحمول ويتنقل في صفحات الفتيات في مواقع التواصل الاجتماعي ويبحث عن أسمائهن في برنامج الـ«نمبر بوك» والذي يحصل من خلاله بضغطة زر على الأرقام دون مشقة، فتبدأ معاناة أخرى في اقتحام خصوصية «البنات» والتسلل إلى المحادثات الخاصة دون استئذان.
اختلفت المشاهد وتغير الزمان والمكان، ولكن «الغزلنجي» كما كان يطلق عليه سابقا لم يختلف، فهو طفولي يضايق الفتيات ويحضر في أماكن تجمعهن، فيما تعتبره الأعراف والأنظمة «معاكسا» لا يرقى إلى درجة التحرش.
كل ذلك، في الوقت الذي تطالب فيه الفتيات بإنهاء الصورة المتكررة للمعاكسين، سواء في المولات والأماكن العامة، أو حتى داخل غرف الدردشة في الإنترنت، محملين المجتمع والأسر مسؤولية تلك المضايقات، إلى أن يتحول مصطلح «المعاكسات» إلى كلمة تجرم مرتكبيها،
وتعاقبهم بالقانون.