ما طعمُ الحياة وزينتُها حين تكون الخلوة مع الله فيها صفراً ..؟!
‏
‏أيّ حلاوةٍ مغشوشةٍ تتذوقها -أيها التائه - في حياتك وأنت تعلم أحكام الله تعالى وسننه وآدابه ولا يجاريك أحدٌ في سردها والحديث عنها .. ثم لا يجدك الله حين يريدك .. وحدك !
‏
‏ما زينة الدنيا ؟ وما حلاوة العيش ؟ وما لذّة الحياة ؟ عندما يكون الله في العلانية .. ولا يكون الله في السرّ ؟
‏
‏أيّ سعادةٍ تلك التي لا تتصدّر فيها الخلوة مع الله قاموس الحياة وترتيب الأولويات ..؟ أي سعادة ؟!
‏
‏ايهٍ أيها التائهون ..!
‏
‏لستُ أحزن إلا على تلك الأوقات التي تنهال فيها رسائل التذكير، ووصايا المحبّين، لوقتٍ يكون الإنسان فيه مع الله وحده .. ثم يجثو عليه شيطان الكسل فيقعده!
‏
‏يالله!
‏
‏والله لا حرمان فوق هذا الحرمان!
‏
‏يقول الله تعالى : ( أمّن هو قانتٌ آناء الليل ساجداً وقائماً يحذر الآخرة ويرجو رحمة ربه قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون إنما يتذكر أولو الألباب )
‏
‏وهذه ساعةُ استجابة وخلوة حطّم فيها قيود الكسل، واقصم ظهر الكبر والدّعة.. وقم لله خالياً وناجه .. قد فاز والله القُوّمُ!