يحكى أنه.. بعد حلم طال انتظاره، جاء القرار المصير، وفي صباح عانق الشروق بهجة ، ألقت معلمة نظرة خاطفة نحو ساعتها، مابال الوقت يترنح ، فكرت ملياً مع احتساء كوب من القهوة، مالذي يجبرني على تحمل المزيد ؟!
وهنا فقط استعادت نفسها في تساؤل مريب، أين ذهبت رسالتي أذلك مايعرف بمهب الريح؟! موقعي من الإعراب أصبح منصوب بحذف النون، وأوزان شعري مجهولة المصير، قارني وصححي ماتحته خط ، هكذا لابد أن أجيب، ينقصني بعض الحروف لأجزل العطاء دون اكتفاء، ومن هنا اتخذت قرارها ، سيخسرني من تعود حضوري ولا يتوقع انصرافي، صرفت النظر عن ضغط الحدود وجفاء المدود، واستلذت انعكاسها في المرآة وهي تتجاهل الزمن، تسلسلت الأفكار في قفص الاتهام، أغمضت عينيها تريد الاسترخاء ، وتمنت أن يهدأ الوجود، وتضع الأقلام نقاط الحروف دون صرير اللوح ،انتقلت اللوحة لاستقبال الطالبات، واحصاء حضور المعلمات، في صدمة التفت الجميع وحال المديرة تمتمة لم يفهمها الجميع، وفي دهشة الأنظار تعالى صوتها إلا هذه المعلمة لايجب أن تغيب، من يتولى أعمالها يالها من كارثة بالإضافة لحصصها الست من سيشرف بدلا عنها على الطالبات وقت الفطور، ومن يقنع أولياء الأمور بتأجيل الاختبار الذي سيدوم تصحيحه لأسبوع، كيف لا وعدد طالباتها بالمئات، وهنا أقبلت مشرفتها تريد مفاجئتها بالحضور، وباء مشوارها بسوء الظنون، تذمر الجميع ، وافتقدتها بعض القلوب، وهي تحلم في إجازتها بأنها نسيت دفتر التحضير، حتى الحلم يعاندها، أنتِ معلمة ؟ ماذا لو كنت سندريلا أسكن القصور، تربيت على أن العلم نور، وهدم طموحي استنزافي بما يسمى، اعملي فلديك راتب مهول، وفي ليلة مظلمة عاصفة اختفى ميزان العدل، واستيقظت المعلمة على اتصال المديرة، مانوع اجازتك الغريبة.