يأخذني الفخر والغرور لأن أكتب عن قرية تحمل في طياتها الكثير من رجال العلم والأدب والمعرفة والأطباء والضباط .. قريةٌ أنجبت ولازالت تنجب الكثير من المميزين.
وانا هنا بقلمي المتواضع إذ أستبيح أهلها عذراً ممن هم أكبر مني عمراً وعلماً، وأعلى مني مكانةً وفضلاً ﻷنصف هذه القرية التي لطالما رفعت رأسي وافتخرت ولازلت أفتخر بأنني أحد أبنائها ..
إنها محبوبة الجميع ..(( لتين )) ..
فأنا لتيني المنشأ والهوى ..
في ربوعها تربيت وترعرعت ..فهي عندي بمثابة روح تسرق القلب ,.
وتربة أرضها شئ يسلب العقل,.
حين أودعها للذهاب إلى عملي يبقى الشوق يحدوني صوبها وصوب من سكنها إلى أن أرجع إليها فيكون اللقاء حميما بها وأتنفس الصعداء بلقياها..
وإن كنتَ زائراً وضيفا عليها فبساطة أهلها تغريك بالدخول بينهم دون طرق أبواب قلوبهم.. فحينما تأتيها زائراً لها لاتصيبك الدهشة حين تمشي فيها لأول مرة لأن الجميع سيجرون نحوك ليحتفوا بكَ ويغدقوك بوافر كرمهم .. ليس تبنياً منهم بل لأنه شئ أصيل ورثوه من أجدادهم وآبائهم ,وحين تنظر في وجوههم البريئة وفي جودهم وطيبهم ستجد حينها العذر لدهشتك مماعملوه..
لتين ليست مجرد قرية أسكنها ..بل هي حياةٌ لقلبٍ عشقها ولازال مغرماً بها..أرى نفسي وأهلها مقصرون في حقها ..لم نهتم لها ..لم نعمل على نهضتها وتطورها..وقفنا نتفرج على قريناتها وهم يعيشون التطور والتجديد..
ولذلك أجبرني قلبي على أن أكتب عنك رغم تقصيري بحقك ..ولعلي أرضي نفساً بات يؤنبها الضمير لعدم وفائي بحقكِ وأنا أحد أبنائك الذين أنجبتيهم ..وحان الوقت لرد البعض من جميلك..
لتين..لساني وقلبي يقول :
لن يقدر أصالتك إلا من عاش بين أكنافك..واستند على جدرانك..
..لتين..لن يشتاق لك إلا من حس بالغربة في البعد عنك..
..وهنا يقف قلمي عاجزاً عن إكمال وصفك ،، لخجلي من عدم اهتمامي وأهلكِ بكِ ..ولكني سأخاطب الكل بلسانُ حالكِ أيتها القرية الفاتنة ..
.. أنا لتين..أنادي شيخ قبائلي ونواب عشائري بأن يلتفتوا لي..بأن يضعونني ومن أحملهم على أرضي من أهلهم ضمن أولوياتهم.. لماذا لم تأخذونني باعتباركم ؟؟.. لماذا تركتم أهلي يهجرونني ويذهبون إلى غيري من القرى كي ينالوا خدماتٍ أفضل مما عندي ؟؟.. لماذا -وأنتم كبار قومي - لم تطلبوا الخدمات وتجتهدوا كي ترفعونني وأكون أنا من يأتون إليّ الغرباء حتى يتمتعوا بما لديّ من وافر الخدمات ؟؟.. لماذا لا أكون أنا وجهة للبعيد؟؟.. ألا أستحق ذلك ؟؟
..أنا لتين..جزء لايتجزأ من مركزقنا ..بل قد أكون أكبر قُراهُ سكاناً ومساحةً ..أريد أن ألحق بمثيلاتي وما نالوه من تطور وتنمية ولو بأثر رجعي..
..أنا لتين..ديرة عشق وأحلام وذكريات لأهلي..لسان حالي يخاطب كل مسؤولٍ أتبع له من محافظ محايل إلى رئيس المركز ورئيس البلدية ويقول”عساكم مانسيتوني عساكم”..
..مللت من صبري ومن تجاهلكم لي وعدم الاهتمام بي.. ومن ضيق صدري أنادي “سنين وسنين وانا صابر”..
..سنين وسنين من تجاهلكم..أصبحت بحاجة إلى قليل من اهتمامكم ونظرتكم ..
..قلبي يخاطبك أيها المسؤول..ينادي ويقول “لونظرت بعين قلبك شفتني..”
..هلا أعرتوني نظرة اهتمام ولوبسيط من نظراتكم الواسعة..!!
وأنا بدوري يالتين -أحد أبنائك- وبلسان أهلك وعنهم أقول:
(أنا من عشت بين أحضانك ..وتنفست من هواك العذب.. أتمنى أن أكون قد بررت بك ولوقليلا من خلال أحرفي القصيره التي سطرتها عنك.. فانا لازلت لك عاشقا ومحبا.. وسأظل كذلك ..) ……
..وختاما..عندما يسألني سائل عنك ..
سأقول له ..(الله يطعني وكان)..



التعليقات 1
1 pings
جريح الصمت
27/12/2016 في 4:05 ص[3] رابط التعليق
ابداع ابداااع ابداااع..
اعجز عن وصفك وحروفي لاتكفي للثناء عليك هنيئاً لابٍ وام انجبوك وهنيئاً لنا وللتين بمثلك وبك نفخر اشكررك من القلب ع هذا المقال بالتاكيد لتين تستحق منا الكثيرر وتنتظرنا جميعا نرتفع بها ولكن هل من يبادر
المسؤوليه في اعناق الشيخ ونوابه فهم الواجهة في كل شي..
شكرا لك استاذي قاسم ..
انا من اكبر المعجبين بك شخصيا وبماتكتب يافخرنا .