جاء في تعريف الخلق
لغة :
هو السجية والمرؤة والطبع
اصطلاحا:
هو صفة مستقرة في النفس وليست عارضة ذات آثار في السلوك ، تجد حمدا أم ذما .
وعليه فالسلوك هو الشكل الظاهر، وهو مايدل على وجود الخلق .
ومما جاء في تعريف القيم
لغة :
المستقيم الذي يبين بين الحق والباطل ( فيها كتب قيِّمة )
اصطلاحا:
تعددت تعريفات القيم بتعدد مجالات استخداماتها في مجالات الحياة الانسانية، وجعلت لها معاييرها الخاصة ، وكان لها مدارسها الفلسفية المتنوعة ابتداء بالفيلسوف الالماني نيتشة، وتبعتها المدارس المثالية والواقعية والبرجماتية والتي في مجملها ظهرت منها نظرية علم القيم والتي تصب في التربية الاخلاقية والتعليمية والمهنية لتكون بمثابة ضابط سلوك، ومعايير خلقية تحكم سلوك الانسان، وتوجه مسيرة حياته كأحد مقومات الوجود الإنساني.
ومنهم من اعتبر انها تعتمد على العقل .
في المفهوم الاسلامي :
القيم مشتقة من تعاليم القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة، شاملة الناس جميعا وكافة جوانب حياتهم العملية والاجتماعية، مما جعلت منها نظاما اجتماعيا باعتبار انها فضائل خلقية تقوم بموجبها أعمالهم ضمن اطار أهداف الدين الإسلامي
وقد تصنع المؤثرات الداخلية والخارجية والايجابية والسلبية تأثيرها على السلوك فتحوله الى خلق( إنما العلم بالتعلم والحلم بالتحلم) رواه البيهقي
وهذا ينفي ما يدعيه البعض من أن الخلق السيء لا يمكن تعديله او تقويمه بدليل قوله تعالى ( إن الله لا يغير مابقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم) الرعد١١
لا شك ان قوة الايمان لها دور كبير في تمتع الانسان بالأخلاق الحسنة، فكلما زاد قرب العبد من ربه كلما عمل على التحلي بصفات يرضى الله بها عنه ومستمدة من صفات الرحمن عز وجل، وخلق نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ( إن كنتم تحبون الله اتبعوني يحببكم الله)
وفي قراءة لفكر الفلاسفة القدماء الذين لا يزال ذكرهم حيا، ونصائحهم لتلاميذهم نابضة بالصدق نجد أن
(متبني الفكر الموزي يعتقدون ان الاخلاق تقوم على اساس تعزيز تحقيق المنافع لكل الاشخاص الذين يعيشون تحت كنف هذه السماء ، وكذا إماطة الأذى عن كافة الذين يعيشون تحت كنفها ) ويكيبيديا
موزي فيلسوف صيني ولد عامً ٤٧٠ قبل الميلاد (كان يتمنى لو ان يفنى جسده كله إن كان في ذلك خير لبني الانسان) وكان يدعو الناس لحب بعضهم بعضا و يرى أن الإنانية مصدر كل شر ،وأن الحب الشامل هو الحل الوحيد للمشكلة الاجتماعية.
كونفوشيوس ( الملك الفيلسوف ) ولد عام ٥٥١ قبل الميلاد كان موظفا حكوميا جادا في عمله وبعد تقاعدة أنشأ مدرسته ليعلم تلاميذه أفكاره، وكان يدعو الى الاصلاح الاجتماعي وتناول الاخلاق والعلاقات الاجتماعية والواجبات العائلية.
يقول كونفوشيوس :
الحكمة تبدأ في البيت، وأساس المجتمع هو الفرد المنظم في الأسرة المنتظمة، وكان يتفق مع جوته في أن الرُقيّ الذاتي أساس الرُقيّ الاجتماعي ؛ ولما سأله تزه لو "ما الذي يكون الرجل الأعلى؟" أجابه بقوله:
"أن يثقف نفسه بعناية ممزوجة بالاحترام".
ونراه في مواضع متفرقة من محاوراته يرسم صورة الرجل المثالي كما يراه هو جزءاً جزءاً- والرجل المثالي في اعتقاده هو الذي تجتمع فيه الفلسفة والقداسة فيتكون منهما الحكيم.
ولطالما نادى الأنبياء والرسل والفلاسفة والمصلحون بأهمية قيام المجتمعات على القيم ليستقر حال الإنسان ومعيشته من ناحية ولكسب رضوان ربه من ناحية أخرى أفلا من وقفة جادة في سبيل إحياء وتعزيز القيم والعودة بها الى كل منزل ومدرسة وشارع وحارة ومكتب ومصنع وادارة ليكون لدينا وطن قوي شديد منيع معطاء مبدع متميز بخلقه وعلمه وعمله .