د/ روان النمري
لولا جدلية الانسان المقامة على هذه الأرض لما أحدث ثورة، لما أعلن بأنه قيد الوجود وبأن هناك صوتاً لا بد أن يُذاع ويثبت الوجوديه .. بُعثت من وجوديته مصطلحات الحرية وتعددت مسميات الحرية والقيود التي تمسك بأرجلنا وتصلبنا مع جذور الارض على أن لا نتحرك !
لهذا صار الانسان شغوفاً متطلعاً لأن يُعلن وجوده ويطير ويحلق بأفكاره.. يكتبها، يرسمها، ينحتها ويشكلها فالنفس البشرية في سبيل حريتها تقتحم سدود الموت ثم تقهر الموت بالخلود ..فلاشيء يضيع ولا يوجد صوت لايكون له صدى !!
حرية الرأي التي ترمز لأحد الحقوق الفكرية التي فطر الله عليها الانسان وتعد حقاً مكسباً لأن الأصل في القول الجواز لكن هناك قيوداً لابد أن تُربط به والا اختلط الحابل بالنابل والقيد مناف للحريه لغة ومعنى ولولا القيد لولج من هذا الباب من يريد أن يفرغ مافي جمجمته دون ادنى معرفه لمضمون نيته السيئه أو الحسنه !!
فالبعض ما أن أتته الفرصة حتى يُشمر عن سواعده ويرفع قلمه وموهبته الروائية والشعرية للدفاع عن حرية الرأي والكلمة والابداع مستخدمين كل وسائل السخرية والإستهزاء والتطاول على المقامات الدينية والاسلامية معتبرين أن الرأي الصادر عن العلماء هو رأي شخصي وليس حكم اسلامي، أن القيود التي وضعت تنظم الحرية و لاتلغيها وتطمسها أو تحد من دورها.
وفقاً للمادة ٣٢ من الميثاق العربي لحقوق الانسان أن تتضمن حرية الرأي والتعبير في إستقاء الأنباء والأفكار وتلقيها ونقلها الى الأخرين بأي وسيلة لكن هذه الحرية تُقوَم في اطار المقومات الاساسية للمجتمع ولاتخضع إلا للقيود التي يفرضها إحترام حقوق الاخرين أو سمعتهم أو حماية الأمن الوطني أو النظام والصحة والاداب العامة.
والمادة ١٩ ضمن إبداء الرأي دون أي مضايقات طالما انها لاتخرج عن النظام العام والاداب العامة هذا مانصت عليه وثيقة المؤتمر الاسلامي لحقوق الانسان بضمان حريات الافراد متكاملة غير منقوصة .
ويأتي واجب المؤسسات التي ينضوي تحتها المثقفون والاكاديميون والكُتاب حُماة حرية الرأي والوقوف في وجه المعتدين عليها حتى يصبح هذا الموقف عُرفاً ومبدأًً مجتمعياً قوياً يُصعب على أي مسؤول تجاوزه والقفز عليه.
حرية الرأي مازالت من أخطر أنواع الحروب وهي وإن انتهت على الارض فهي لم تنته في ميدان العقول والأفكار لذا اصبح الفرد وحريته الفكريه تتأثر وتؤثر على بناء العلاقة بين الفرد والاخرين وبين الفرد والدولة، حرية الرأي تجعل الفرد قادراً على أن يعبر عما يشعر به تجاه ماتقوم به الدولة من أمور تتعلق به وبمستقبله ومستقبل أبناءه والمجتمع الذي يعيش فيه والوطن الحامل لهويته دون خوف أو وجل .
لذا تكون الدولة قريبة الى تطلعات المجتمع ورغباته وأقرب الى الواقع والحقيقة في معالجة القضايا التي تمس المواطن ،السياسية او الاقتصادية او الاجتماعية.
تنوعت أدوات ارسال الصوت الداخلي من خلال وسائل الاعلام المختلفة التي مكنّت أي فرد من وصول صوته لأعلى مقام سامي وممارسة حقه في إبداء الرأي والنقد للتصرفات والاخطاء ولكن اذا تعدى النقد ليمسّ الشخص ذاته بقصد الإساءة أو القذف فيكون الكاتب أو المحرر قد أوقع نفسه تحت طائلة المسؤولية الجنائية والتي توقع عليه الجزاء والعقاب وتمتد لتشمل حتى المسؤولية المدنية والمتمثلة في التعويض.
اتخذ قراراً بين مايجب قوله وبين وقوف الصمت كالطير على رأسك هناك مسافة جوفاء فلا تهرف بما لاتعرف ورب الكلام الكثير يثير الحروب فمن الأحرى أن يكون صوتاً يعلو صداه بكلمة الحق فالساكت عنها شيطان اخرس ليس على حساب المجاملة أو التنميق ليس على حساب قمع نفسك، فلاتستطيع ان تمارس حقاً حقيقياً الا في وطنك.
صوتك الصادر عن ضمير يقظ في وقت ماتت فيه الضمائر والأنفس وأرعنت بالقول العالي لمصالحها الذاتيه أو الشخصية تحت لافتات مصالح الشعب.
وأخيراً
اختر وجوديتك الإنسانية برفع صوتك أو أختر قمع لحريتك وصوتك الداخلي فجبنٌ أن لا تختار ! جبنٌ ان تخاف التحليق وتخاف حمل مسؤولية الصوت الذي يؤمن بك ولولا إيمانك بنفسك ماخرج.
اختر الكلام الذي يعرف فيك فلا تقل كلاماً لا يُمثلك ولا تعش حياة لا تُشبهك.
التعليقات 2
2 pings
روان علي
04/01/2016 في 9:04 ص[3] رابط التعليق
ابدعتي يااروان ماشاء الله استمتعت كثييير على جمال مفرداتك
استمررري و اتمنى اقرأ لك كتاب قريب ♥️??
Prince Thamer
16/01/2016 في 1:35 ص[3] رابط التعليق
ابدااااع يادكتوره روان
بدايه موفقه ورائعه من قلم حر مبدع راااائع ?