بلسان حال ألآف الخريجين أحكي وأقول:
لست وحدي رفيق الألم!! ولست وحدي من يبعثر الماضي ليبكي فيقلب صفحات ليالي الإجتهاد وأيام التعب!! وسنين الجد وتحمل الشقاء لأجل المستقبل وبه الظفر، وهذا التعب أليس هو شرط اللقاء بك أيها الحلم المنتظر!!!
فما ذنب حلمي!! وما ذنبي أنا !! إن لم نلتقي وأنا أحمل بيداي شهادة البكالوريوس التي كذبوا عليه بأنها مفتاح لقاؤنا منذ سنين الطفولة!!
فيا حسرتي!!
على تلك الشموع التي أوقدت في حفل التخرج!! وتلك الكيكة التي قطعها سكين الفرح وهدايا الغوالي المصحوبة بأعذب الدموع وأنني لم أكن أعلم أنها بمثابة حفلة تقاعد !!
فكم أذنب من طعن أمنياتنا بإختبار قياس!! وكم أجرم من قتل جهدنا بطلب سنين خبرة وقطع عنا الأنفاس!! وكم ظلمنا من أحرق آمالنا بحجج إعجازية فرسموا على الأوجه الإفلاس!! وكم جرحتم قلوبنا بتعقيدكم شروط الحصول على "الوظيفة"حتى صارت معجزة فذاك أشد البأس!!
عذرا حلمي إن لم ألتقيك فلست المذنب!! وعذرا رأس أبي المملوء بياضا فلم أستطع رد جميلك طول السنين فأجازيك!! وآسف ياحضن أمي فقد وعدتك بالإنجاز وأعوضك حنانك وعظيما سأهديك!! وعذرا منزلي الذي يجول في الخاطر فلم أجد دخلا كي أبنيك!! وقد يكون لك نصيبا أجمل يامن منيت قلبي لقاؤك فيسعدك وينسيك!!
خاتمة مؤلمة:
تضج الشوارع بأصوات العاطلين!! وضاقت البيوت مزاحمة النائمين!! وامتلأت الدواليب بشهادات عليا أصحابها فارغين!! وفي مجتمعنا أغلب شهادات التخرج تعني {التقاعد المبكر} فحقا كم نحن مساكين!!