فتاة أجبرها النصيب لبس فستان الفرح!! وأقنعها الجبروت أن يلون خديها المكياج وتضم يديها أساور الذهب وأن يحظى صدرها بسلسال فيه حرف يقترب موضعه من نبضات قلبها ولكنه أبعد عنه بعد المشرق عن المغرب وهذا أمر عجيب!!
تلك الفتاة كانت حياتها وسط شاشة الجوال!! تبحر في كل الشواطئ دون الرقيب ولا الحسيب وفجأة لقيت كنز العواطف المسموم!! وفارس الحب المذموم!! وبدأت قصة العشق الممنوع فقال لها أحبك بجنون!!
فزلزت تلك الكلمة أركان قلبها وغاصت أعماق وجدانها وصار ذاك الذئب وأنيابه الحادة هو الحياة بأسرها وصار ليلها ونهارها بالنسبة لها!!!
حتى أظهر القدر بأن من يطرق الباب إبن حلال آخر !! فرحب الأب وسعد الأخ وفرحت الأم وحزنت هي وكان أملها أن لا تتم الأمور ولكن "النصيب" قال كلمة الحسم أنت له فرد قلبها المتيم على النصيب قائلا:
رضيت بك كما المصاب الصابر.
يرضى!!
ولكن نبضي لذاك الحب يبقى
ويفنى!!
فكم جمعت على الفراش رؤوس
تشقى!!
وكم فرقت المحبين وخيبت ملايين
رجوى!!
وفي ليلة العمر ليلة زفافها كان زمن الحزن على قلبها بمثابة الدهر!! ذهبوا بها لتجهيزها وأوصلوها إلى قاعة الفرح وأجلسوها على كنبة العروس ملكةً ساحرة وفي القاعة التي ملأها الحاضرين سعادةً وضجيج بالتهاني والتبريكات ورقصت أمها طربا وساد أهلها السعد كانت عيناها تفيض من الدمع قهرا وحزنا وعندما تسأل كان جوابها كذبا بأنها دموع الفرح!!
فكان الحزن يغشاها في قاعة الأفراح والألم يصرعها حيث كانت تحلم بأن فارس هذه الليلة هو ذاك الذئب عشيق شاشة الجوال ووليف الواتساب وأمير السناب وقمر الإنستقرام الذي لو أتيحت له الفرصة لنال منها ونهش لحمها وأطاح بها ضحيةً لرغباته وشهواته وحول حياتها للجحيم!!
حسرة ختام :
بكل سهولة سلمنا القلوب قبل الأعين المفتونة في تلك الشاشة الصغيرة فأصبحت مثل الأكسجين لا غنى لنا عنها فكانت النتيجة لغالبية حياتنا المهووسة بوسائل التواصل سلبية بل أصنفها من المصائب كارثية!!